قال الخراز: فى هذه الآية قال: فمن أين وإلى أين فمنه وإليه وبه، وفنا فنائه، لبقا بقائه فحقيقة فنائه. وقيل فى قوله: { وَٱصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي } قال: استخلصتك بسرى وأختصصتك بمخاطبتى. قال: أخلصتك لى حتى لا تصلح لغيرى. وقال أبو سعيد الخراز: فى بعض كتبه غير أن أولياء الله رهائن لله فى أشياء جهنم قد خباهم. وأحقاقهم فى أنفسهم من أنفسهم لنفسه وهذا مقام الاصطناع الذى قال الله لموسى: واصْطَنَعْتُك لنفسى. قال الواسطى رحمه الله: حتى لا يملك غيرى فإن نفوس المؤمنين نفوس آتية استرقها الحق فلا يملكها سواه. قال بعضهم: أوجده طعم الاصطفاء بقوله: واصْطَنَعْتُك لنفسى. قال سهل: أى مفردًا بالتجريد لا يشغلك عنى به شىء. قال الخراز: فطرتك صنعة يدعو إلىّ لا إلى نفسك وغيرك يدعو إلى نفسه لا إلىّ.