قوله تعالى: { قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يٰمُوسَىٰ } [الآية: 36]. قال الواسطى رحمه الله: سأل ربه ابتداء شرح صدره فجاز الاقتداء به للعوام دون الخواص لأن الله أعلم بما فيه إبلاغ رسالته وأداء أمانته ألا ترى إلى قوله: { قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يٰمُوسَىٰ * وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَىٰ } [الآية: 37]. فذكر أيام حداثته ثم رده إلى أصله، ثم رده من أصله إلى أصل الأصل فقال: { وَٱصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي } [الآية: 41]. فأضافه إلى نفسه ثم أكد ذلك بقوله:{ إِنِّي ٱصْطَفَيْتُكَ عَلَى ٱلنَّاسِ بِرِسَالاَتِي } [الأعراف: 144].