الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ }

قوله تعالى: { وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ } [الآية: 131].

قال الواسطى رحمة الله عليه فى هذه الآية: تسلية للفقراء وتعزية لهم حيث منع الخلق عن النظر إلى الدنيا على وجه الاستحسان فقال: { وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ... } الآية. ثم أمرهم بعد هذا بالعبودية وملازمة الطاعة فقال: { وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِٱلصَّلاَةِ وَٱصْطَبِرْ عَلَيْهَا } [الآية: 132].

لذلك روى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال حين قرأ هذه الآية قال: " من لم يتعزَّى بعزاء الله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات ".

وقال سهل: لا تنظر إلى ما يورثك وسوسة الشيطان، ومخالفة الرحمن، وأمانى النفس، والسكون إلى مألوفات الطبع فإنها تفتن، فكل واحد منها مما يقطع عن الله.

قوله تعالى: { وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ } [الآية: 131].

قال أبو بكر بن طاهر فى هذه الآية: هو القناعة بما يملكه، والزهد فيما لا يملكه.

وقال بعضهم: من رزق الثقة بالله، والرضاء عن الله فقد أعطى أفضل الأرزاق.

وقال أبو عثمان فى قوله { وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ } قال: هو توكل لأنه أبقى للمرء من الطلب، وخيرٌ له من السعى والتعب.