الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ للَّهِ ما فِي ٱلسَّمَٰوٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِيۤ أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ ٱللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

قوله تعالى: { للَّهِ ما فِي ٱلسَّمَاواتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ }.

قال ابن عطاء: لله الكونان هو مبدعهما من غير شىء، فمن اشتغل بهما اشتغل بلا شىء عن كل شىء.

قال جعفر: لله ما فى السماوات وما فى الأرض، من اشتغل بهما قطعاه عن الله، ومن أقبل على الله وتركهما ملّكهُما الله إياه.

قوله تعالى: { وَإِن تُبْدُواْ مَا فِيۤ أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ } [الآية: 284].

من الأفعال الظاهرة والأحوال الباطنة يحاسبكم به الله أى: يثيبكم عليه.

قال جعفر: " وإن تبدوا ما فى أنفسكم " الإسلام أو تخفوه الإيمان.

قال الواسطى رحمة الله عليه: إن تبدوا ما فى أنفسكم أو تخفوه من إرادة الكون أو المكوّن يحاسبكم به الله أى بإرادتكم، فيغفر لمن يشاء لمن أراد الجنة ونعيمها، ويُعذّبُ من يشاء من آثر الدنيا على الآخرة.

وقال على بن سهل البوشنجى: إن تبدوا ما فى أنفسكم من الأعمال، أو تخفوه من الأحوال، يحاسبكم به اللهُ العارف على أحواله والزاهد على أفعاله.