الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَّنَاسِكَكُمْ فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَآءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَآ آتِنَا فِي ٱلدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي ٱلآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ }

قوله تعالى: { فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَآءَكُمْ }.

قيل: معناه إنك تذكر إحسان أبيك إليك فتذكره بذلك أبدًا، وإحسانى إليك أقدم وأكثر فاذكرنى كما تذكر أباك.

وقيل هو الذى أوجد أباك وألقى فى قلبه رحمتك، فذكر ولى النعم الأول أولى.

وقال بعضهم: اذكرنى بالنعماء يُرى عليك منى روائد الآلاء فاذكرونى بالخوف تجدنى أمانًا لك عند المخاوف، واذكرنى بالعبودية الخالصة أقبلك على شرائط السلامة عاجلاً وآجلاً، واذكرنى بى أوصلك إلىَّ فإن من ذكرنى لرغبة أو رهبة أعطيته مرغوبه وأمنته من مرهوبه، ومن ذكرنى لى كُنت له عوضًا من الكلِّ، ومن كنت له فالأكوان كلها فى أسره.

قال الواسطى: ذكر عارضى ودعا عادتى كيف تُرجى بركته أو نموه وزيادته.