قوله تعالى: { وَإِذْ جَعَلْنَا ٱلْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً } [الآية: 125]. أى: مفزعًا للمذنبين وأمناً أى: من دخله من المؤمنين حافظًا لحدود الله فيه آمِنٌ من نار جهنم. سمعت منصورًا يقول بإسناده عن جعفر عليه السلام قال: البيت ها هنا محمد صلى الله عليه وسلم فمن آمن به وصدق برسالته دخل فى ميادين الأمن والأمانة. قوله تعالى: { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [الآية: 82]. قال بعض العراقيين: العمل لا يبلغ إلا إلى مخلوق مثله، وأعظم حجاب العارفين الجنة والاشتغال بها عن الحق هى المصيبة العظمى، لأن الجنة خرجت من تحت " كن ". وقال بعضهم: العارفون فى الجنة لا يستلذون بشىء منها، لأن الحق إذا استولى على سر لا يملكه سواه.