قال بعضهم فى هذه الآية: تجعل أهل الجنة وسكانها من يطلبها بفضلنا لا بعمله فإن الجنة ميراث سعادة الأزل لا ميراث الأعمال والعمل سمة ربما تتحقق. وربما لا تتحقق، والتقوى نتيجة تلك السعادة وقوله: { مَن كَانَ تَقِيّاً } من كان رجوعه إلينا بنا لا غير. وقال ذو النون: التقى من لا يدنس ظاهره بالمعارضات ولا باطنه بالعلات ويكون واقفًا مع الله موقف الاتفاق. وقال الواسطى رحمه الله: إذا يلفت العقول الغاية وبلغ بها النهاية فحاصلها يرجع إلى حدث يليق بحدث حبك من ذلك قوله تعالى: { تِلْكَ ٱلْجَنَّةُ ٱلَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً } لما كان التقوى وصفك قابلك بما يليق بك وأعلمك أنه غاية ما يليق تقواك ونهايتك فى نجواك. قال الواسطى رحمه الله: من تلقى الأشياء بالله لا ينقطع عن العبادة، ومن تلقاها بنفسه انقطع عن العبادة لأنه تلقاها بشواهد نصرتها وبهجتها فالتقيه هى سبب الحجة عن المتقى. وقال بعضهم: التقوى مقوم على الخطرة، والهمة والفكرة، والنية، والعزم، والقصد، والحركة.