الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُواْ كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي ٱلْمَهْدِ صَبِيّاً }

قوله تعالى: { فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ } [الآية: 29].

سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت أبا القاسم البزار بمصر يقول: قال ابن عطاء: فأشارت إليه فى الظاهر ليعلم القوم صدقها فيما يقول فأنطق الله عيسى صلى الله عليه وسلم ببراءتها.

قال بعضهم: أشارت إليه اتباعًا للأمر فى الظاهر وأشارت إلى الحق إشارة مضطرٍ عاجز فيما رُميت به، وما نسبت إليه.

وقال: إن أحسن إشارات العارفين فى أوقات الإضطرار حين لا تتثبت الهمة عن الرجوع إلى الحق.

قال ابن عطاء: أشارت إلى الله فلم يفهم القوم إشارتها فأنطق الله عيسى بالبيان، قال عيسى { إِنِّي عَبْدُ ٱللَّهِ } أى أنطقنى الله بهذا النطق الذى أشارت إليه مريم وأظهر ربوبيته فى تكلمه.