قال ابن عطاء: لنبلوهم أيهم أحسن عملاً، أحسن إعراضًا عنها وتركًا لها. وقال سهل: أيهم أحسن توكلاً علينا فيها. قال أبو على الروذبارى: إن القوم لما أيقنوا أن الله تولى الأمور بنفسه عرف كل عاقل حقيقة ما هم فيه فاستهانوا الدنيا، واستغنوا، وأعرضوا عنها، وذلك بعدما عرفهم الله ذلك بقوله: { إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى ٱلأَرْضِ زِينَةً لَّهَا }. قال ابن عطاء: أيهم أقر بالعبودية قولاً وفعلاً. وقال فارس فى قوله: أيهم أحسن عملاً. قال: صدقًا وقصدًا ونية. وقال القاسم: أفرغ قلبًا وأحسن فطنة وأهدى سمتًا. وقال بعضهم: حسن العمل نسيان العامل نفسه، وعمله والفناء بالحق للحق. قال الواسطى رحمه الله: وعليهم حسن العمل ترك التزين به. وقال سهل: حسن العمل الاستقامة عليه بالسنة. قال القاسم: زينة الأرض الأنبياء والأولياء والعلماء الربانيون والأوتاد. وقيل: أهل المعرفة بالله، والمحبة له، والمشتاقون إليه هم زينة الأرض ونجومها وأقمارها، وشموسها. قال سهل: إنهم أحسن عملاً عنها أعراضًا واجتنابًا وعن الحسين فى قوله: { إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى ٱلأَرْضِ زِينَةً لَّهَا } قال: هم الرجال العباد العمال لله بالطاعة، { لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُم أَحْسَنُ عَمَلاً } قال: أيهم أشد لها تركًا.