الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَذٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَآءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَم لَبِثْتُمْ قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُواْ رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَٱبْعَثُواْ أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَـٰذِهِ إِلَىٰ ٱلْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَآ أَزْكَىٰ طَعَاماً فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلاَ يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً }

قوله تعالى: { قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ } [الآية: 19].

قال ابن عطاء: مقام المحب مع الحبيب وإن طال فإنه قصير عنده إذ لا يفضى من حبيبه وطرًا ولو مكث دوام الدهر فإن انتهاء شوقه إليه كالابتداء فانتهاؤه فيه ابتداؤه وأنشد:
لا أظلم الليل ولا ادعى   أن نجوم الليل ليست ثغور
ليلى كما شاءت فإن لم تجد   طالت وإن جادت فليلى قصيرُ
قوله تعالى: { فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ } [الآية: 19].

سمعت جعفر بن أحمد الرازى يقول: أوصى يوسف بن الحسين بعض أصحابه فقال: إذا حملت إلى الفقراء أو أهل المعرفة شيئًا واشتريت لهم طعامًا فليكن لطيفًا، فإن الله وصف أصحاب الكهف حين بعثوا من يشترى لهم طعامًا قالوا: وليتلطف وإذا اشتريت للزهاد والعباد. فاشتر كل ما تجده فإنهم بعد فى تذليل أنفسهم ومنعها من الشهوات.

سمعت أبا عثمان المعزى يقول: إرفاق العارفين باللطف وإرفاق المريدين بالعنف.