الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ ٱليَمِينِ وَذَاتَ ٱلشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِٱلوَصِيدِ لَوِ ٱطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً }

قوله تعالى: { وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ } [الآية: 18].

قال ابن عطاء: مقيمون فى الحضرة كالنيام لا علم لهم بوقتٍ ولا زمان ولا معرفة بمحل ولا مكان أحياء موتى صرعى مفيقون نيام منتبهون لا لهم إلى غيرهم طريق ولا لغيرهم إليهم سبيل ومحل الحضور والمشاهدة إنما هو الجمود تحت الصفات لا غير.

قال أبو سعيد: هذا محل الفناء والبقاء أن يكونوا فانين بالحق باقين به، لا هُم كالنيام ولا هُم كالأيقاظ أوصافهم فانية عنهم وأوصاف الحق بادية عليهم وهو حيرة تحت كشفٍ وولهٍ مقابلة يقين.

وقال أبو سعيد: هؤلاء أئمة الواحِدين لما قاموا فقالوا { رَبُّنَا رَبُّ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } كشف لهم حتى يتبينوا جلال القدرة وعظم الملكوت فغيبوا عن التمتع بشىء من الكون لحقيقة أحوالهم فصاروا دَهشين لا أيقاظ ولا رقود.

قوله تعالى: { وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ ٱليَمِينِ وَذَاتَ ٱلشِّمَالِ } { الآية: 18].

قال ابن عطاء: نقلبهم فى حالى القبض والبسط والجمع والتفرقة جمعناهم مما تفرقوا فيه فحصلوا معنا فى عين الجمع.

قال بعضهم: نقلبهم من حال الفناء والبقاء والكشف والاحتجاب والتجلى والاستتار.

قوله تعالى: { وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِٱلوَصِيدِ } { الآية: 18].

قال أبو بكر الوراق: مجالسة الصالحين ومجاورتهم يؤثر على الخلق وأن لهم أن يكونوا أجناسًا ألا ترى الله عز وعلا كيف ذكر عن أصحاب الكهف فذكر كلبهم معهم لمجاورتهم إياهم.