الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي ءَادَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً }

قوله تعالى: { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي ءَادَمَ } [الآية: 70].

قال ابن عطاء: ابتداهم بالبر قبل الطاعات، وبالإجابة قبل الدعاء، وبالعطاء قبل السؤال، كفاهم الكل من حوائجهم ليكونوا لمن له الكل وبيده كفاية الكل.

قال الجنيد رحمه الله: كرمنا بنى آدم بالفهم عن الله.

قال أبو بكر بن طاهر: كرمنا بنى آدم بالمخاطبات بالأمر والنهى.

وقال بعضهم: كرمنا بنى آدم بتقويم الخلقة واستواء القامة.

قال بعضهم: كرمنا بنى آدم بالوسائط والرُسل.

وقيل: كرمنا بنى آدم بالحظ، وقيل: كرمنا بنى آدم بالخلق.

وقال الحسين: كرمنا بنى آدم بالكون فى القبضة، ومكافحة الخطاب.

وقال الواسطى رحمه الله: أفرد آدم بالاصطفاء وأفرد بنى آدم بقوله: { كَرَّمْنَا بَنِي ءَادَمَ } يدخل فيه الكافر والمؤمن ثم اصطفى من ولده فقال:ثُمَّ أَوْرَثْنَا ٱلْكِتَابَ ٱلَّذِينَ ٱصْطَفَيْنَا } [فاطر: 32].

وقال أيضًا: كرمنا بنى آدم بأن سخرنا لهم الكون وما فيها لئلا يكونوا فى تسخير شىء ويتفرغوا إلى عبادة ربهم.

قال جعفر: كرمنا بنى آدم بالمعرفة.

وسُئل ذو النون عن قوله: { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي ءَادَمَ }. قال: بحسن الصوت.

قوله تعالى: { وَحَمَلْنَاهُمْ فِي ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ } [الآية: 70].

معنى البرّ النفس، ومعنى البحر القلب، فمن حمله فى النفس فقد أكرمه بنور التأييد فمن لم يكن له نور التأييد وكان له نور التدبير يكون هلاكه عن قريب.

قال الواسطى رحمه الله فى قوله: { وَحَمَلْنَاهُمْ فِي ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ } قال: البر ما أظهر من النعوت والبحر ما استتر من الحقائق، وقيل: فى مشاهدة أيده فصمت الوقتين الفصل والوصل وهو البر والبحر.

قوله تعالى: { وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ } [الآية: 70].

قال أبو عثمان: الرزق الطيب هو الحلال.

قال إبراهيم الخواص: الطيبات المباحات.

قال عبد الله بن المبارك: كتب يد العامل إذا نصح.

وقال يحيى بن معاذ: الرزق الطيب ما يفتح على الإنسان من غير سؤال ولا إشراف نفس.

قوله تعالى: { وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً } [الآية: 70].

قال أبو عثمان: فضلناهم بالمعرفة على جميع الخلائق.

قال أبو حفص: فضلناهم بأن بصرناهم عيوب أنفسهم.

قال فضيل بن عياض: فضلناهم بالتمييز والحفظ.

وحكى ابن الفرحى عن الجنيد رحمه الله تعالى قال: فضلناهم بإصابة الفراسة.

وقال السيارى: فضلنا العلماء على الجهال بالعلم بالله وأحكامه.