الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ وَجَعَلْنَا ٱلَّيلَ وَٱلنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَآ آيَةَ ٱلَّيلِ وَجَعَلْنَآ آيَةَ ٱلنَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً }

قوله عز وجل: { وَجَعَلْنَا ٱلْلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَآ آيَةَ ٱلْلَّيْلِ وَجَعَلْنَآ آيَةَ ٱلنَّهَارِ مُبْصِرَةً } [الآية: 12].

قال بعضهم: جعلنا الليل والنهار طرفين لإقامة العبودية جعل أحدهما عن الآخر وخليفة عنه فمن أنفق أوقاته فى أناء ليله ونهاره بما هو مستعبد فهو فى زمرة الموفقين، ومن أهمل ساعاته ولم يطالب نفسه ولم يراع أوقاته مع كل خاطر ونفسٍ، فإنه من المخذولين.

قال الله تعالى: { لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ } [الآية: 12].

فى تصحيح العبودية وإخلاص العمل والمعونة على ذلك من الله عز وجلّ.

قال النصرآباذى: ألزمت نفسك أحوالاً وأُلزمت أحوالاً، وما أُلزمته أشد مما ألزمته نفسك.

قال الله تعالى: { وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ } من سعادة وشقاوة، ومنهم من أُلزم الصبر على مقام المشاهدة، ومنهم من أُلزم التمسك بالأدب على بساط القرب، وهذا أشد وأشدَّ.