الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ سُبْحَانَ ٱلَّذِى أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ إِلَىٰ ٱلْمَسْجِدِ ٱلأَقْصَا ٱلَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَآ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلبَصِيرُ }

قوله عز وجل: { سُبْحَانَ ٱلَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ إِلَىٰ ٱلْمَسْجِدِ ٱلأَقْصَى } [الآية: 1].

قال الواسطى: نزه نفسه، أن يكون لأحد فى تسيير نبيه عليه السلام حركة أو حظرة فيكون شريكًا فى الإسراء، والتسيير.

قال أبو يزيد: نزه عما أبدا ولا تعرفه بما أخفى.

وقال ابن عطاء: طهر مكان القربة وموقف الدنو عن أن يكون فيه تأثير لمخلوق بحالٍ، فسار بنفسه وسرا بروحه، وسبر بسره فلا السرُّ علم ما فيه الروح، ولا الروح علم ما يشاهد السرَّ، ولا النفس عندها شىء من خيرها وما هُما فيه، وكل واقف مع حده متلقٍ عنه بلا واسطة ولا بقاء بشرية، بل حق تحقق بعبده فحققه وأقامه حيث لا مقام، وخاطبه وأوحا إليه جلّ ربنا وتعالى.

ذُكر أن رجلاً جاء إلى جعفر بن محمد وقال: صف إلىَّ المعراج: فقال: كيف أحدق لك مقامًا لم يسمع فيه جبريل صلوات الله وسلامه عليه مع عظم مقامة.

سمعت النصرآباذى يقول: أسقط الأعمال والاعتراضات عن المعراج بقوله: أسرى: ولم يقل سُرى لأن القدرة تحمل كل شىء.

قوله عز وجل: { ٱلَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَآ } [الآية: 1].

قال بعضهم: قال الله تعالى لإبراهيم:وَكَذَلِكَ نُرِيۤ إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } [الآنعام: 75] وقال لمحمد عليه السلاملِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا } [طه: 23] فغمض عينه عن الآيات شغلاً منه بالحق ولم يلتفت إلى شىء من الآيات والكرامات فقيل له:إِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ } [القلم: 4] حديث لم يشغلك ما لنا عنَّا.