الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلَّهِ ٱلأَمْثَالَ إِنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }

قوله عز وجل: { فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلَّهِ ٱلأَمْثَالَ } [الآية: 74].

أى للتشبيه ولكن اضربوا الأمثال للدلالة، والأمثال: تصوير ما فى الغائب.

وقال ابن عطاء: فى قوله: { فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلَّهِ ٱلأَمْثَالَ } فى ذاته وما نيته لأن الذات ممتنع عن العلل بحال.

قال الواسطى: الأشياء كلها أقل من ذر فى الهواء كيف يظهر فى الذات.

قال الله تعالى: { فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلَّهِ ٱلأَمْثَالَ }. فى ذاته وكيفيته لأنه ليس كمثله شىء فأما صفاته التى أظهرها للخلق كسواه لهم وأعز.

وقال: { فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلَّهِ ٱلأَمْثَالَ } فى صفاته وذاته لأن الصمدية تمتنع عن الوقوف على ماهية ذاته وكيفية صفاته.

وقال إنما ضرب الأمثال وأكثر ما فيها من المقال ضربًا للسرائر وأن يغنى عن حضورها فيما أسرى إليها.