قوله عز وجل: { فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلَّهِ ٱلأَمْثَالَ } [الآية: 74]. أى للتشبيه ولكن اضربوا الأمثال للدلالة، والأمثال: تصوير ما فى الغائب. وقال ابن عطاء: فى قوله: { فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلَّهِ ٱلأَمْثَالَ } فى ذاته وما نيته لأن الذات ممتنع عن العلل بحال. قال الواسطى: الأشياء كلها أقل من ذر فى الهواء كيف يظهر فى الذات. قال الله تعالى: { فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلَّهِ ٱلأَمْثَالَ }. فى ذاته وكيفيته لأنه ليس كمثله شىء فأما صفاته التى أظهرها للخلق كسواه لهم وأعز. وقال: { فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلَّهِ ٱلأَمْثَالَ } فى صفاته وذاته لأن الصمدية تمتنع عن الوقوف على ماهية ذاته وكيفية صفاته. وقال إنما ضرب الأمثال وأكثر ما فيها من المقال ضربًا للسرائر وأن يغنى عن حضورها فيما أسرى إليها.