الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَآ أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }

قال القحطبى: فى قوله: { إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَآ أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }.

الأشياء كلها لا شىء فى الحقيقة إلا أن يتصل بها لفظ الإرادة ولفظ الإرادة أزلية يصيرها شيئًا وإلا فهى لا شىء لأنها أخرجت من تحت ذل كن والشىء الحقيقى الذى لم يزل ولا يزال قائمًا بصفاته قادرًا فى ذاته.

وقيل فى قوله: { إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ } أخبار عن القدرة.

سئل بعضهم: أما كان يكفى الإرادة والمشيئة حتى ظهر قوله كن قال خفيت الإرادة والمشيئة فأظهر الأكوان فى العلوم وظهر لفظة كن فأخرج بها الأكوان إلى الوجود.

قال الواسطى: إنما قولنا لشىء إذا أردناه: أنه على قدر المعارف أشار إلى القدرة فأما الحقيقة فليس للحق مكون كما أنه ليس له موجود إذا لم يكن له معدوم فإذا كانت الأشياء بذاته ظهرت وبه وجدت لا بصفاته فلم يزل كما لا يزال إلا أنه لم يكن أظهر بعضهم لبعض ظهور الأشياء بذاته لا بصفاته.

قيل: ليس المراد منه ما ذكر ولكن التقريب إلى الأفهام لا أن فيه لفظة كن، والله أعلم.