الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱدْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ وَجَٰدِلْهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ }

قوله عز وجل: { ٱدْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ } [الآية: 125].

حدثنا على بن الحسن الحافظ، حدثنا أحمد بن الحسين دبيس المقرى، حدثنا أحمد ابن زياد، حدثنا أسود بن سالم، حدثنى عبد الرحمن بن يزيد الزراد، حدثنا محمد بن عجلان عن نافع عن ابن عمر رضى الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: أُمِرنَا معاشرَ الأنبياءِ أن نكلم الناس على قدر عقولهم.

قال بعضهم: خاطب كلا على قدره والموعظة الحسنة فيها ترغيب وترهيب.

وقيل: الموعظة الحسنة ما اتعظت بها أولاً ثم أمرت.

سئل بعضهم: لم قدم الله تعالى الحكمة؟ فقال: لأن الحكمة إصابة القول باللسان، وإصابة الفكرة بالجنَان وإصابة الحركة بالأركان وأن تكلم بكلام بحكمة، وأن تفكر بفكر بحكمة.

قال جعفر: الدعوة بالحكمة أن يدعوه من الله إلى الله بالله، والموعظة الحسنة أن يرى الخلق فى أسر القدرة فيشكر من أجاب ويعذر من أبَى.

سمعت عبد الله الرازى يقول: سمعت أبا عثمان يقول: لا يكون الرجل حكيمًا حتى يكون حكيمًا فى أفعاله، حكيمًا فى أقواله، حكيمًا فى أحواله، فإنه يقال له ناطق بالحكمة، ولا يقال له حكيمًا.

قوله عز وجل: { وَجَادِلْهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } [الآية: 125].

قال هى التى ليس فيها من حظوظ النفس شىء، ولا ترى أنه الممتنع من قبول الموعظة فتغضب عليه، إن ربك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله: فلا ينجع فيه قولك: { وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ } الموفقين الذين شرحت صدورهم بقبول ما أثبت به.