الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ مُوسَىۤ إِن تَكْفُرُوۤاْ أَنتُمْ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ }

قوله عز وجل: { إِن تَكْفُرُوۤاْ أَنتُمْ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ } [الآية: 8].

قال حمدون: الغنى فى الحقيقة من لم يزل غنيًا ولا يزال غنيًا ما زاده إيجاد الخلق غنًى، بل خلقهم على حَدِّ الافتقار إليه وهو الغنى الحميد.

قال الواسطى: ليس الإيمان بمقرب إلى الحق ولا الكفر بمبعد عنه ولكن جرى ما جرى به الأمر فى الأزل، فالشقاوة والسعادة والكفر والإيمان، أعلام لا حقائق، والحقائق القضاء الذى سبق فى الدهور بل جرى فى سابق علمه أن لا يكرم بالسعادة إلا مَنْ أهله لقربه بفضله، ولا يهين بالشقاء إلا من أبعده، ثم جعل الكفر علمًا لأهل الشقاء وحلية لهم، بل الإيمان عين الكرامة، وشاهد الكفر عين الهوان وشاهد البعد اللعنة والله أعلم.