الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ لَهُ دَعْوَةُ ٱلْحَقِّ وَٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى ٱلْمَآءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَآءُ ٱلْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ }

قوله عز وجل: { لَهُ دَعْوَةُ ٱلْحَقِّ } [الآية: 14].

قال ابن عطاء: أصدق الدواعى دواعى الحق فمن أجاب داعى الحق بلغه إليه الحق، ومن أجاب دواعى النفس رمى به إلى الهلاك.

قال الجنيد: داعى الحق، داعى رشد لا يقع للشيطان فيه يد ولا يكون للنفس فيه نصيب وداعى الحق إذا برت، أبرت أنوار الحق فلا يبقى على المدعو ريب ولا شك بحال.

قال بعضهم: داعى الحق من يدعو بالحق إلى الحق.

قوله عز وجل: { وَمَا دُعَآءُ ٱلْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ } [الآية: 14].

قال جعفر: من دعا بنفسه فإلى نفسه دعا وهو الكفر والضلال وذلك محل الخيانة والإسقاط من درجات أهل الأمانة فإن الدواعى تختلف: داع بالحق، وداع إلى الحق، وداع إلى طريق الحق كل هؤلاء دعاة يدعون الخلق إلى هذه الطرق لا بأنفسهم وهذه طرق الحق وداع يدعو بنفسه فإلى أى شىء دعا فهو ضلال.