قوله تعالى: { فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى ٱللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ } [الآية: 55، 56]. قال الواسطى: غلب على هود عليه السلام فى ذلك الوقت الحال والوصلة والقربة فما تأكد بشىء ولا أحس به إذ هو فى محل الحضور ومجلس القربة. وقال فى قصة لوط صلى الله عليه وسلم حين قال: { لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِيۤ إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ } [الآية: 80]، كان نطقه نطقًا طبعيًا شاهد فى ذلك حاله، ووقته واشتغاله بهم. وقال فى هود: { فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ } [الآية: 55]. نطق عن مشاهدة لا يرى سواه. قال بعضهم: أى كيدونى بالحق من هو فى قبضة الحق وسرادق العز، وجلابيب الهيبة والكيد لا تلحق إلا من هو أسير فى طريق المخالفة. قوله تعالى: { مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَآ } [الآية: 56]. قال بعضهم: كيف يكون ذلك محل وأنت بغيرك قيامك، ويقال لذلك قال: من قال أنا فقد نازع القبضة. قال بعضهم: فيه ذكر إبطال الدعاوى، فإن من ادَّعى حارب القدرة ونازع القبضة.