الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَنِ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَّتَاعاً حَسَناً إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ }

قوله تعالى: { وَأَنِ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ } [الآية: 3].

قال أبو بكر الحواشى: التوبة التى تتولد من الاستغفار أن ترفع ثوب النجس والغش والدنس.

سُئل سهل بن عبد الله عن الاستغفار. فقال: هو الإنابة ثم الإجابة، ثم التوبة ثم الاستغفار بالظاهر والإنابة بالقلب والتوبة مداومة الاستغفار من تقصيره فيها.

قال بعضهم: الاستغفار من غير إقلاع توبة الكذابين.

وقال بعضهم: استغفروا ربكم من الدعاوى وتوبوا إليه من الخطرات المذمومة.

وقال يوسف: استغفار العامة من الذنوب واستغفار الخاصة من رؤية الأفعال ومن رؤية المنة والفضل، واستغفار الأكابر من رؤية كل شىء سوى الحق.

قوله تعالى: { يُمَتِّعْكُمْ مَّتَاعاً حَسَناً إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ } [الآية: 3].

قال الواسطى رحمة الله عليه: طيب النفس وسعة الرزق والرضاء بالمقدور.

قال سهل: هو نزل الخلق والإقبال على الحق.

قال أبو الحسين الوراق فى قوله: يمتعكم متاعًا حسنًا قال يرزقكم صحبة الفقراء الصادقين.

وقال الجنيد رحمة الله عليه: لا شىء أحسن على العبد من ملازمة الحقيقة وحفظ السر مع الله وهو تفسير قوله يمتعكم متاعًا حسنًا.

قال الحسين يمتعكم متاعًا حسنًا: الرضاء بالميسور والصبر على كربة المقدور.

قال محمد بن الفضل: هو طيب النفس وسعة الصدر وتمام الرزق والرضاء.

قوله تعالى: { وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ }.

قال الواسطى رحمة الله عليه: ذو الفضل من رزق بعد الاستغفار والتوبة حسن الإنابة والإخبَات مع دوام الخشوع.

قال النصرآباذى: رؤية الفضل تقطع عن المتفضل كما أن رؤية المنة تحجب عن المنان.

قال بعضهم فى قوله: { وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ } يوصل كل مستحق إلى ما يستحقه من مجالس القربة وسمو المنزلة.

قال الجوزجانى: من قدر عليه الفضل فى السبق يوصله إلى ذلك عند إيجاده.

سئل أبو عثمان عن قوله: { وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ } قال: يحقق آمال من أحسن ظنه به.