الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ }

قال أبو بكر الوراق: حياة الدنيا هى ارتكاب الأمانى واتباع الشهوات والجولان فى ميادين الآمال والغفلة عن بَغتة الآجال وجمع ما فيها من الأموال من وجوه الحلال والحرام، وزينة الدنيا هى ما أظهر الله فيها من الأموال ومن وجوه أنواع العلائق التى أخبر الله عنها بقوله:زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ ٱلشَّهَوَاتِ مِنَ ٱلنِّسَاءِ وَٱلْبَنِينَ وَٱلْقَنَاطِيرِ ٱلْمُقَنْطَرَةِ مِنَ ٱلذَّهَبِ وَٱلْفِضَّةِ } [آل عمران: 14].

قال بعضهم: إرادة الحياة هى كراهية الموت، وكل مريب خائف.

قال أبو حفص فى قوله { مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } قال: حياة الدنيا هى صحبة أهل الدنيا والميل إليهم والأُنس بهم. ومن أحب الدنيا فقد أحب ما أبغض الله، ومن صحب أهلها فقد مال إليهم، ومن مال إليهم فقد مال عن طريق الحق، فإن الحق مبائن للدنيا وأهلها لأنها لهو ولعب. الآية كما أخبر الله عنها فقال:ٱعْلَمُوۤاْ أَنَّمَا ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ } [الحديد: 20].