الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ التستري (ت 283 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ ٱلْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي ٱلأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَيمٌ خَبِيرٌ }

قوله: { وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً } [34] أي ما له وعليه في الغيب من المقدور فاحذروه بإقامة ذكره والصراخ إليه، حتى يكون هو المتولي لشأنهم، كما قال:يَمْحُواْ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثْبِتُ } [الرعد:39].

قوله تعالى: { وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ } [34] قال: على أي حكم تموت من السعادة والشقاوة، ولذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم: " لا تغرنكم كثرة الأعمال فإن الأعمال بالخواتيم " وكان يقول: " يا ولي الإسلام وأهله ثبتني بالإسلام حتى ألقاك به " ، وقال: " يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك " ، مع ما أمنه الله من عاقبته، وإنما قال ذلك تأديباً ليقتدوا به، ويظهروا فقرهم وفاقتهم إلى الله عزَّ وجلَّ، ويتركوا السكون إلى الأمن من مكره، ولذلك قال إبراهيم عليه الصلاة والسلام:وَٱجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ ٱلأَصْنَامَ } [إبراهيم:35] وقال يوسف عليه السلام:تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِٱلصَّالِحِينَ } [يوسف:101] فهذا كله تبرٍّ من الحول والقوة بالافتقار إليه، كما قال:لَوْلاَ دُعَآؤُكُمْ } [الفرقان:77] أي تبريكم من كل شيء سواي قولاً، وقال: أنتم الفقراء إلى الله عزَّ وجلَّ.