الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ التستري (ت 283 هـ) مصنف و مدقق


{ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَآءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ }

وسئل عن قوله: { وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً } [269] قال: روى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " القرآن حكمة الله عزَّ وجلَّ بين عباده فمن تعلم القرآن وعمل به فكأنما أدرجت النبوة بين جنبيه إلاَّ أنه لا يوحى إليه يحاسب حساب الأنبياء عليهم السلام إلاَّ في تبليغ الرسالة " وأخبرني محمد بن سوار عن عُقَيْل عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " القرآن حكمة فمن تعلم القرآن في شبيبته خلط بلحمه ودمه. ألا وإن النار لا تمس قلباً وعى القرآن، ولا جسداً اجتنب محارمه وأحل حلاله وآمن بمحكمه ووقف عند متشابهه ولم يبتدع فيه ".

وقال مجاهد وطاووس: الحكمة القرآن، كما قال في النحل:ٱدْعُ إِلِىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلْحِكْمَةِ } [النحل:125] يعني القرآن. وقال الحسن: الحكمة: الفهم في القرآن، والحكمة النبوة، كما قال في ص:وَآتَيْنَاهُ ٱلْحِكْمَةَ } [ص:20] يعني النبوة

وقال عمر بن واصل: { يُؤّتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَآءُ } [269] أي يؤتي الإصابة في كتابه من يشاء، كما قال الله تعالى لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم عند تعداد النعم عليهن:وَٱذْكُـرْنَ مَا يُتْـلَىٰ فِي بُيُوتِكُـنَّ مِنْ آيَاتِ ٱللَّهِ وَٱلْحِكْـمَةِ } [الأحزاب:34] فالآيات القرآن، والحكمة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من المستنبط منها، كما قال علي رضي الله عنه: الآيات رجل آتاه الله فهماً في كتابه.