الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ التستري (ت 283 هـ) مصنف و مدقق


{ حَافِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وٱلصَّلَٰوةِ ٱلْوُسْطَىٰ وَقُومُواْ للَّهِ قَٰنِتِينَ }

قوله تعالى: { حَافِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَاتِ } [238] أي داوموا على إقامتها. وأما قوله:وَأَقِيمُواْ ٱلصَّـلاَةَ وَآتُواْ ٱلزَّكَـاةَ } [النور:56] فعلى وجهين أحدهما الإقرار بها من غير تصديق، كما قال في براءة:فَإِن تَابُواْ } [التوبة:5] أي من الشرك،وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ } [التوبة:5] يعني وأقروا بإقام الصلاة وإيتاء الزكاةفَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ } [التوبة:5]، وكقوله:فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ وَآتَوُاْ ٱلزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي ٱلدِّينِ } [التوبة:11] ومواليكم، ونظيرها في السجدة. والوجه الثاني: الإقامة، كما قال في المجادلة:فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ وَآتُواْ ٱلزَّكَاةَ } [المجادلة:13]، ونظيرها في المزمل. وقال في المائدة:ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلاَةَ } [المائدة:55] أي يتمونها. وسئل عن قوله: { وٱلصَّلاَةِ ٱلْوُسْطَىٰ } [238] ما معنى ذكرها مفردة؟ قال: إنما أفردها لاختصاص من الصلوات وإن كانت داخلة في جملتها، كما انفرد جبريل وغيره بالذكر لاختصاصهم من جملة الملائكة. قال: وفيها وجه آخر، وهو أن أوقات سائر الصلوات مشهورة عند العالم والجاهل، فعلامتها واضحة، ووقت العصر أخفى، فحثَّ على مراعاتها في وقتها بما خصها من الذكر. قوله: { وَقُومُواْ للَّهِ قَانِتِينَ } [238] أي قاموا لله في الصلاة مطيعين، فكم من مصلّ غير مطيع كالمنافق ونحوه. " وسئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الصلاة أفضل؟ فقال: " طول القنوت أي طول القيام " ، وقال زيد بن أرقم رضي الله عنه: القنوت السكوت، لأنا كنا نتكلم في الصلاة، فأنزل الله تعالى: { وَقُومُواْ لِلَّهِ قَانِتِينَ } فأمسكنا عن الكلام. وكان محمد بن سوار يقول: القنوت الوتر، سمي قنوتاً لقيام الرجل فيه بالدعاء من غير قراءته القرآن، بل هو التعظيم بالدعاء.