الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ التستري (ت 283 هـ) مصنف و مدقق


{ أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُونَ }

قوله: { أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُونَ } [157] قال سهل: أراد بالصلاة عليهم الترحم عليهم، أي ترحم من ربهم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم صلِّ على آل أبي أوفى " حين أتوه بالصدقات، أي ترحم عليهم. وقال سهل: حدثنا محمد بن سوار عن أبي عمرو بن العلاء أنه قال: الصلاة على ثلاثة أوجه، أحدها: الصلاة المفروضة بالركوع والسجود كما قال:فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنْحَرْ } [الكوثر:2] أي خذ شمالك بيمينك في الصلاة متذلّلاً متخشعاً بين يدي الله تعالى، كذا روي عن علي رضي الله عنه. والوجه الثاني: الترحم. والوجه الثالث: الدعاء مثل الصلاة على الميت، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا دُعِيَ أحدُكم إلى الطعام فليجب فإن كان صائماً فليصلِّ " أي فليَدعُ لهم بالبركة، وقال عليه الصلاة والسلام في حديثه: " وصلَّت عليكم الملائكة " أي ترحَّمت عليكم. وقال عليه الصلاة والسلام في ذلك الحديث: " وإذا أكل عنده الطعامُ صلَّت عليه الملائكة حتى يمسي " أي دعت له الملائكة. قال سهل: الصلاة على وجهين أحدهما الاستغفار، والآخر المغفرة، فأما الاستغفار فقوله:وَصَلِّ عَلَيْهِمْ } [التوبة:103] أي استغفر لهموَصَلَوَاتِ ٱلرَّسُولِ } [التوبة:99] أي استغفار الرسول. وأما المغفرة فقوله تعالى:هُوَ ٱلَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ } [الأحزاب:43] أي يغفر لكم وملائكته، أي يستغفرون لكم، ومثله:إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلاَئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِيِّ } [الأحزاب:56] أي أن الله يغفر للنبي، وتستغفر له الملائكة ثم قال:يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ } [الأحزاب:56] أي استغفروا له. وفي البقرة: { صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ } [157] أي مغفرة من ربهم.