الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَىٰ } * { وَوَجَدَكَ ضَآلاًّ فَهَدَىٰ } * { وَوَجَدَكَ عَآئِلاً فَأَغْنَىٰ } * { فَأَمَّا ٱلْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ } * { وَأَمَّا ٱلسَّآئِلَ فَلاَ تَنْهَرْ } * { وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ }

قوله: { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً } الخ، القصد من هذا تسليته صلى الله عليه وسلم ليزداد شكراً وصبراً، والوجود بمعنى العلم فـ { يَتِيماً } مفعول ثان، والكاف مفعوله الأول، قوله: (استفهام تقريري) أي بما بعد النفي. قوله: (يفقد أبيك) مصدر مضاف لمفعوله. قوله: (قبل ولادتك) أي بعد حمله بشهرين، وقيل قبل ولادته بشهرين، وقوله: (أو بعدها) أي وعليه فقيل بشهرين، وقيل بسبعة، وقيل بتسعة أشهر، وقيل بثمانية وعشرين شهراً، والصحيح الأول، وكانت وفاته بالمدينة الشريفة، ودفن في دار التبابعة، وقيل دفن بالإبواء قرية من أعمال الفرع، وتوفيت أمه وهو ابن أربع سنوات، وقيل خمس، وقيل ست، وقيل سبع، وقيل ثمان، وقيل تسع، وقيل ثنتي عشرة سنة وشهر وعشرة آيام، وكانت وفاتها بالأبواء، وقيل بالحجون، ومات جده عبد المطلب وهو بان ثمان سنين، فكفله عمه أبو طالب، لأنه كان شقيق أبيه، وورد أنه لما مات أبواه قالت الملائكة: بقي نبيك يتمياً، فقال الله تعالى: أنا له كافل، وسئل بعض العلماء: لم يتم صلى الله عليه وسلم فقال: لئلا يكون لمخلوق عليه منه، فيتمه صلى الله عليه وسلم كمال، ولذا قال البوصيري:
كفاك بالعمل في الأمي معجزة   في الجاهلية والتأديب في اليتم
قوله: { فَآوَىٰ } العامة على قراءته بألف بعد الهمزة رباعياً، من آواه يؤويه، وأصله أأوى بهمزتين: الأولى مفتوحة، والثانية ساكنة، أبدلت الثانية ألفاً، ومصدره الإيواء كالإكرام، وهو متعد باتفاق، وقرئ شذوذاً بغير ألف ثلاثياً كرمى، ومصدره إيواء بوزن كتاب، وأوى بوزن فعول بالضم، وأوى بوزن ضرب، وهو يستعمل لازماً ومتعدياً. قوله: (بأن ضمك إلى عمك أبي طالب) أي بعد وفاة جدك عبد المطلب، وقيل هو من قولهم درة يتمية؛ والمعنى: ألم يجدك واحداً من قريش عديم النظير، فآواك إليه، وشرفك بنبوته، واصطفاك برسالته.

قوله: { وَوَجَدَكَ ضَآلاًّ } (عما أنت عليه الآن من الشريعة) أي وجدك خالياً من الشريعة، فهاك بإنزالها إليك، والمراد بضلاله كونه من غير شريعة، وليس المراد به الانحراف عن الحق، لكونه مستحيلاً عليه قبل النبوة وبعدها، فكذا كقوله تعالى:مَا كُنتَ تَدْرِي مَا ٱلْكِتَابُ وَلاَ ٱلإِيمَانُ } [الشورى: 52] وما ذكره المفسر أحد أقوال في تفسير الآية، وقيل الضلالة بمعنى الغفلة، قال تعالى:وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ ٱلْغَافِلِينَ } [يوسف: 3] وهو قريب من الأول، وقيل وجدك ضالاً، أي في قوم ضلال، فهداهم الله تعالى بك، وقيل وجدك ضالاً عن الهجرة فهداك إليها، وقيل ناسياً شأن الاستثناء حين سئلت عن أصحاب الكهف وذي القرنين والروح فذكرك، وقيل وجدك طالباً للقبلة فهداك إليها، قال تعالى:قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي ٱلسَّمَآءِ } [البقرة: 144] الآية، فيكون الضلال بمعنى الطلب والحب، قال تعالى:

السابقالتالي
2 3