الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَآءُ رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ ٱلْخَوَالِفِ وَطَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } * { يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُل لاَّ تَعْتَذِرُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا ٱللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { سَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ لَكُمْ إِذَا ٱنْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } * { يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِن تَرْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَرْضَىٰ عَنِ ٱلْقَوْمِ ٱلْفَاسِقِينَ } * { ٱلأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }

قوله: { إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ } أي طريق العقاب. قوله: { وَهُمْ أَغْنِيَآءُ } الجملة حالية من فاعل { يَسْتَأْذِنُونَكَ }. قوله: { رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ ٱلْخَوَالِفِ } إما مستأنف، أو حال مقدرة. قوله: (تقدم مثله) أي فأذكره هنا للتأكيد، وعبر هنا بالعلم، وهناك الفقه، إشارة إلى أن معناهما واحد، إذ الفقه هو العلم، والعمل هو الفقه. قوله: { يَعْتَذِرُونَ } أي المتخلفون بالباطل والأكاذيب، استئناف لبيان اعتذارهم عند العود إليهم، روي أنهم كانوا بضعة وثمانين رجلاً، فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم جاؤوا يعتذرون إليه وإلى أصحابه بالباطل. قوله: { قُل لاَّ تَعْتَذِرُواْ } أي جواباً لهم. قوله: { لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ } تعليل للنهي، وقوله: { قَدْ نَبَّأَنَا ٱللَّهُ } علة للعلة.

قوله: { وَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ } أي السيىء، ومفعول يرى الثاني محذوف تقديره مستمراً، والمعنى سيظهر تعلق علمه بأعمالكم لعباده. قوله: (أي الله) أشار بذلك إلى أنه إظهار في موضع الإضمار، زيادة في التشديد عليهم. قوله: { بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } أي بعملكم أو بالذي كنتم تعملونه. قوله: { سَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ } تأكيد لعذرهم بالكذب. قوله: (إنهم معذورون في التخلف) هذا هو المحلوف عليه. قوله: { فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ } أي غير راضين بفعلهم. قوله: { إِنَّهُمْ رِجْسٌ } علة لقوله: { فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ }. قوله: { فَإِن تَرْضَوْاْ عَنْهُمْ } شرط، حذف جوابه لدلالة قوله: { فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَرْضَىٰ } الخ، أشار المفسر بقوله: (ولا ينفع رضاكم) إلخ. قوله: (أي عنهم) أشار بذلك إلى أن المقام للإضمار، زيادة في التشنيع والتقبيح عليهم بحيث وصفهم بالخروج عن الطاعة.

قوله: { ٱلأَعْرَابُ } أي جنسهم، وهو اسم جمع، لا جمع عرب، لئلا يلزم عليه كون الجمع أخص من مفرده، فإن الأعراب سكان البوادي، والعرب المتكلمون باللغة العربية سكنوا البوادي أم لا. قوله: (لجفائهم) علة لقوله: { أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً }. قوله: (من الأحكام والشرائع) بيان للحدود.