الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُواْ قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِن قَبْلُ وَيَتَوَلَّواْ وَّهُمْ فَرِحُونَ } * { قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلاَّ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } * { قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَآ إِلاَّ إِحْدَى ٱلْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ ٱللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوۤاْ إِنَّا مَعَكُمْ مُّتَرَبِّصُونَ } * { قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ } * { وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ ٱلصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ } * { فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَٰلُهُمْ وَلاَ أَوْلَـٰدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي ٱلْحَيَٰوةِ ٱلدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَٰفِرُونَ }

قوله: { إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ } أي في بعض الغزوات. قوله: { وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ } أي في بعضها، وقابل الحسنة بالمصيبة، إشارة إلى أن الثواب مترتب على كل منهما، وإنما قابلها بالسيئة في آل عمران، لأنها خطاب للمؤمنين، وفيهم من يراها سيئة. قوله: { يَقُولُواْ قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِن قَبْلُ } أي أدركنا ما أهمنا من الأمور، وهو موالاة الكفار، واعتزال المسلمين، وغير ذلك من أنواع النفاق. قوله: { وَّهُمْ فَرِحُونَ } الجملة حالية من فاعل { وَيَتَوَلَّواْ }. قوله: { قُل لَّن يُصِيبَنَآ } أي رداً لقولهم: { قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِن قَبْلُ }. قوله: { ٱلْحُسْنَيَيْنِ } صفة لموصوف محذوف، قدره المفسر بقوله: (العاقبتين). قوله: { وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ } لأي العاقبتين السيئتين. قوله: (بقارعة) أي صاعقة. قوله: { فَتَرَبَّصُوۤاْ } إلخ، أي فإنا منتظرون ما يسرنا وأنتم منتظرون ما يسوؤكم.

قوله: { قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعاً أَوْ كَرْهاً } إلخ، نزلت في الجد بن قيس، حيث قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ائذن لي في القعود، وأنا أعطيك مالي والمعنى قل لهم اتصافكم بصفات المؤمنين في الإنفاق والصلاة لا يفيدكم شيئاً. قوله: { طَوْعاً } أي من غير إلزام. وقوله: { أَوْ كَرْهاً } أي بإلزام. قوله: { إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ } أي ولم تزالوا كذلك، فالمراد فاسقون فيما مضى وفي المستقبل. قوله: (والأمر هنا بمعنى الخبر) أي فالمعنى نفقتكم طوعاً أو كرهاً غير مقبولة. قوله: (بالتاء والياء) أي فهما قراءتان سبعيتان.

قوله: { إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ } استثناء من عموم الأشياء، كأنه قيل: ما منعهم قبول نفقتهم لشيء من الأشياء إلا لثلاثة أمور: كفرهم بالله ورسوله، وإيتائهم الصلاة في حال كسلهم، وإنفاقهم مع الكراهة. قوله: (لأنهم يعدونها مغرماً) أي لأنهم لا يرجون عليها ثواباً، ولا يخافون على تركها عقاباً. قوله: (فهي استدارج) أي ظاهرها نعمة، وباطنها نقمة. قوله: (بما يلقون في جمعها من المشقة) جواب عما يقال: إن المال والولد سرور في الدنيا، فأجاب بأن المراد بكونهما عذاباً، باعتبار ما يترتب عليهما من الشقة. إن قلت: إن هذا ليس مختصاً بالمنافق، بل المؤمن كذلك بهذا الاعتبار. أجيب: بأن المؤمن يرجو الآخرة والراحة فيها والتنعم بسبب المشقات، فكأنها ليست مشقة، والمنافق ليس كذلك، فهي حينئذ مشقة في الدنيا والآخرة. قوله: { أَنفُسُهُمْ } أي أرواحهم.