الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْبُرُوجِ } * { وَٱلْيَوْمِ ٱلْمَوْعُودِ } * { وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } * { قُتِلَ أَصْحَابُ ٱلأُخْدُودِ } * { ٱلنَّارِ ذَاتِ ٱلْوَقُودِ } * { إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ } * { وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ }

قوله: { ذَاتِ ٱلْبُرُوجِ } أي صاحبة الطرق والمنازل التي تسير فيها الكواكب السبعة؛ سميت بروجاً لظهورها، لأن البرج في الأصل الظاهر من التبرج، ثم صار حقيقة عرفية للقصر العالي لظهوره. قوله: (تقدمت في الفرقان) نصه هناكتَبَارَكَ ٱلَّذِي جَعَلَ فِي ٱلسَّمَآءِ بُرُوجاً } [الفرقان: 61] اثني عشر: الحمل والثور والجوزاء والسرطان والأسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت، وهي منازل الكواكب السبعة السيارة: المريخ وله الحمل والعقرب، والزهرة ولها الثور والميزان، وعطارد وله الجوزاء والسنبلة، والقمر وله السرطان، والشمس ولها الأسد، والمشتري وله القوس والحوت،، وزحل وله الجدي والدلو. انتهى. قوله: { وَٱلْيَوْمِ ٱلْمَوْعُودِ } أي الموعود به، فيه الحذف والإيصال. قوله: (يوم الجمعة) خص مع أن باقي الزمان يشهد كذلك لاختصاصه بمزية، وهي كونه فيه ساعة إجابة واجتماع الناس. قوله: (كذا فسرت الثلاثة في الحديث) أي وهو ما روي: " اليوم الموعود يوم القيامة، واليوم المشهود يوم عرفة، والشاهد يوم الجمعة " خرجه الترمذي، واختلف في تفسير الشاهد والمشهود على أقوال كثيرة: منها ما ذكره في الحديث، ومنها الشاهد يوم التروية والمشهود يوم عرفة، ومنها الشاهد هو الله والمشهود يوم القيامة، ومنها الشاهد هم الأنبياء والمشهود عليهم هم الأمم، ومنها الشاهد أعضاء الإنسان والمشهود عليه هو ابن آدم، ومنها غير ذلك، والأحسن أن يراد ما هو أعم. ولذلك نكرهما ليعم كل شاهد ومشهود. قوله: (محذوف صدره) أي لأن المشهور عن النحاة، أن الماضي المثبت المتصرف الذي لم يتقدم معموله، إذا وقع جواباً للقسم تلزمه اللام، وقد لا يجوز الاقتصار على أحدهما، إلا عند طول الكلام أو في ضرورة. قوله: (تقديره لقد) { قُتِلَ } الخ، أي وعليه فالجملة خبرية، والأصل فيها الدعاء. قوله: (الشق في الأرض) أي فالأخدود مفرد وجمعه أخاديد.قوله: (بدل اشتمال منه) أي لأن الأخدود مشتمل على النار. قوله: (ما توقد به) أي فالوقود بالفتح الاسم، وأما بالضم فهو المصدر. قوله: { إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ } ظرف لـ { قُتِلَ } والمعنى: حين حرقوا بالنار قاعدين عليها في مكان مشرف عليها من حافات الأخدود.

قوله: { شُهُودٌ } أي يشهد بعضهم لبعض عند الملك، بأن أحداً لم يقصر فيما أمر به، فهو من الشهادة بمعنى تأديه الخبر، أو المراد يشهدون بما فعلوا بالمؤمنين، فهو من الشهادة بمعنى الحضور، وعليه اقتصر المفسر. قوله: (روى أن الله أنجى المؤمنين) الخ، أي وكانوا سبعة وسبعين، وهؤلاء لم يرجعوا عن دينهم، والذين رجعوا عشرة أو أحد عشرة. وقوله: (إلى من ثم) أي إلى من هم قعود على الأخدود، ولم يرد نص بتعيينهم، واعلم أن اختلف المفسرون في أصحاب الأخدود، فروي عن صهيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

السابقالتالي
2 3