الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ إِذَا ٱلشَّمْسُ كُوِّرَتْ } * { وَإِذَا ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْجِبَالُ سُيِّرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْعِشَارُ عُطِّلَتْ } * { وَإِذَا ٱلْوُحُوشُ حُشِرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْبِحَارُ سُجِّرَتْ } * { وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتْ } * { وَإِذَا ٱلْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ } * { بِأَىِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ } * { وَإِذَا ٱلصُّحُفُ نُشِرَتْ } * { وَإِذَا ٱلسَّمَآءُ كُشِطَتْ } * { وَإِذَا ٱلْجَحِيمُ سُعِّرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ } * { عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّآ أَحْضَرَتْ }

قوله: { إِذَا ٱلشَّمْسُ كُوِّرَتْ } الخ، الأرجح عند جمهور النحاة، أن الاسم المرفوع الواقع بعد { إِذَا } الشرطية، مرفوع بفعل محذوف يفسره المذكور، ويمنع أن يكون مرفوعاً بالابتداء، لأن أدوات الشرط لا يليها إلا الأفعال لفظاً أو تقديراً، وأجاز الأخفش والكوفيون ايلاءها الاسم، فيرفع الاسم مبتدأ، وما بعده خبره، و { وَإِذَا } في المواضع الاثنى عشر شرطية، جوابها قوله: { عَلِمَتْ نَفْسٌ } ولا يجوز الوقف اختياراً قبل الجواب. قوله: (لففت) المناسب أن يقول لفت، والمعنى: لف بعضها ببعض، ورمي بها في البحر، ثم يرسل الله عليها ريحاً دبوراً فتضربها فتصير ناراً. قوله: (بنورها) أي ضوئها. قوله: { سُيِّرَتْ } أي في الهواء بعد تفتيتها. قوله: (فاصرت هباء) أي بعد صيرورتها كالصوف المندوف، فأولاً تتفتت ثم تصير كالصوف المندوف.

قوله: { وَإِذَا ٱلْعِشَارُ } جمع عشراء، كالنفاس جمع نفساء، وهي التي أتى على حملها عشرة أشهر إلى أن تضع، وخصها بالذكر لأنها أغلى ما يكون عند أهلها، وأنفس أموالهم، لما ورد " أنه صلى الله عليه وسلم مر في أصاحبه بعشار من النوق، فغض بصره فقيل له: هيه أنفس أموالنا، فلم لا تنتظر إليها، فقال: قد نهاني الله عن ذلك ثم تلا { وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ } الآية " وإذا كان هذا حالهم مع أنفس أموالهم، فحالهم مع غيره أولى، وإلى هذا يشير المفسر بقوله: (ولم يكن أعجب إليهم منها). قوله: (تركت بلا راع) أي مهملة، وقوله: (أو بلا حلب) بفتح اللام مصدر حلب يحلب بالضم، ويقال بالسكون من باب قتل.

قوله: { وَإِذَا ٱلْوُحُوشُ } أي دواب البر، وقوله: (جمعت) أي من ناحية. قوله: (بالتخفيف والتشديد) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: (أوقدت فصارت ناراً) هذا أحد أقوال ي تفسير التسجير، وقيل: سجرت ملئت من الماء، وقيل: اختلط عذبها بمالها حتى صارت بحراً واحداً، وقيل: يبست، ويمكن الجمع بين تلك الأقوال، فأولاً يفيض بعضها لبعض ثم تيبس ثم تقلب ناراً، ثم ما تقدم من الآيات الست، يجوز أن يكون مقدمة للنفخة الأولى، فالأحياء يشاهدون ذلك، لما روي عن أبي بن كعب قال: ست آيات من قبل يوم القيامة، بينما الناس في أسواقهم، ذهب ضوء الشمس وبدت النجوم، فتحيروا ودهشوا، فبينما هم كذلك، إذا وقعت الجبال على وجه الأرض، فتحركت واضطربت واحترقت فصارت هباء منثوراً، ففزع الإنس إلى الجن، والجن إلى الإنس، واختلطت الدواب والوحوش والهوام والطير، وماج بعضها في بعض، فذلك قوله تعالى: { وَإِذَا ٱلْوُحُوشُ حُشِرَتْ } ثم قالت الجن للإنس: نحن نأتيك بالخبر، فانطلقوا إلى البحار، فإذا نار تتأجج، فبينما هم كذلك، انصدقت الأرض صدعة واحدة إلى الأرض السابعة السفلى، وإلى السماء السابعة العليا، فبينما هم كذلك، إذ جاءتهم ريح فأماتتهم، ويجوز أن يكون في النفخة الثانية، ويقال في تعطيل العشار، يحتمل أنه كناية عن شدة الهول، حتى لا يلتفت الشخص إلى أنفس أمواله، أو تبعث معطلة بلا راع، ولا يلتفت لها صاحبها، لأن البهائم تحشر للقصاص من بعضها البعض، وأما الست الباقية فتحصل بالنفخة الثانية اتفاقاً.

السابقالتالي
2