الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَٱجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } * { وَإِن يُرِيدُوۤاْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ ٱللَّهُ هُوَ ٱلَّذِيۤ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِٱلْمُؤْمِنِينَ } * { وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً مَّآ أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } * { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ حَسْبُكَ ٱللَّهُ وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ حَرِّضِ ٱلْمُؤْمِنِينَ عَلَى ٱلْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُنْ مِّنكُمْ مِّئَةٌ يَغْلِبُوۤاْ أَلْفاً مِّنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ } * { ٱلآنَ خَفَّفَ ٱللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِن يَكُنْ مِّنكُمْ مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوۤاْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ }

قوله: { وَإِن جَنَحُواْ } أي الكفار مطلقاً وبنو قريظة، وعلى هذين القولين، يتخرج القول بالنسخ والقول بالتخصيص، الذي أشار له المفسر بقوله: (قال ابن عباس) الخ، وهذا مبني على أن المراد بالصلح عقد الجزية، وأما إن أريد بالصلح غيره من الهدنة والأمان فلا نسخ، إذ يصح عقد ذلك لكل كافر، وهذا التقرير مرور على مذهب الشافعي، من أن الجزية لا تضرب إلا على أهل الكتاب فقط، وقال مالك: إن الجزية تضرب على كل كافر صح سباؤه، كان من أهل الكتاب أو لا، فعلى مذهبه ليس في الآية نسخ أصلاً. قوله: (بكسر السين وفتحها) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: { وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ } أي فوض أمرك له. قوله: { إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } تعليل لما قبله.

قوله: { وَإِن يُرِيدُوۤاْ أَن يَخْدَعُوكَ } شرط حذف جوابه، تقديره فصالحهم ولا تخف من عذرهم. قوله: { هُوَ ٱلَّذِيۤ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِٱلْمُؤْمِنِينَ } أي قواك بأسباب باطنية، وهي نصره لك من غير واسطة، وبأسباب ظاهرية وهم المؤمنون. قوله: (بعد الإحن) جمع إحنة وهي العداوة والشحناء التي كانت بين الأوس والخزرج. قوله: { وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ } أي بعد أن كان كان ما كان بينهم من البغضاء والعداوة والحروب العظيمة، مائة وعشرين سنة، حتى لو أن رجلاً من قبيلة لطم لطمة واحدة لقاتل عنه أهل قبيلته، حتى يدركوا ثأرهم، فلما آمنو برسول الله، زالت تلك الحالة، وانقلبت العداوة محبة في الله ورسوله، فكان معجزة عظيمة لرسول الله صلى الله عليم وسلم. قوله: { لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي ٱلأَرْضِ } الخ، هذا امتنان من الله على نبيه بتلك النعمة العظيمة.

قوله: { يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ حَسْبُكَ ٱللَّهُ } قيل نزلت ببدر، فالمراد بالمؤمنين: الذين كانوا حاضرين وقعتها، فيكون في ذلك مدح عظيم لهم، ودليل على شرفهم، ويؤخذ من ذلك، أن المؤمنين إذا اجتمعت قلوبهم مع شخص لا يخذلون أبداً، وليس في ذلك اعتماد على غير الله، لأن المؤمنين ما التفت لهم إلا لإيمانهم وكونهم حزب الله، فرجع الأمر لله، وقيل: نزلت في إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بعد إسلام ثلاثة وثلاثين رجلاً وست نسوة، فيكون هو متماً للأربعين، فعلى الأول الآية مدنية كبقيتها، وعلى الثاني تكون الآية مكية، اثناء سورة مدنية، ولا مانع أنها نزلت مرتين بمكة يوم إسلام عمر، ومرة بالمدينة في أهل بدر. قوله: { وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ } معطوف على لفظ الجلالة. قوله: { حَرِّضِ ٱلْمُؤْمِنِينَ عَلَى ٱلْقِتَالِ } أي مرهم أمراً أكيداً، أو رغبهم فيه. قوله: { إِن يَكُن مِّنكُمْ } إما تامة وفاعلها { عِشْرُونَ } و { مِّنكُمْ } حال، وإما ناقصة، فعشرون اسمها، ومنكم خبرها، وهكذا يقال فيما بعدها. و { يَكُنْ } وقع هنا خمس مرات: الأول والرابع بالياء بالياء لا غير، والثاني والثالث والخامس بالياء والتاء، كما سيأتي للمفسر، فيما سكت عنه فبالياء لا غير، وما نبه عليه ففية الوجهان.

السابقالتالي
2 3