الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ ٱلْيَوْمَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَآءَتِ ٱلْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّنْكُمْ إِنَّيۤ أَرَىٰ مَا لاَ تَرَوْنَ إِنَّيۤ أَخَافُ ٱللَّهَ وَٱللَّهُ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } * { إِذْ يَقُولُ ٱلْمُنَافِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَـٰؤُلاۤءِ دِينُهُمْ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } * { وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلْمَلاۤئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ }

قوله: { وَإِذْ زَيَّنَ } عطف على { وَلاَ تَكُونُواْ } عطف قصة على قصة { وَإِذْ } ظرف معمول لمحذوف قدره بقوله: (اذكر). قوله: (لما خافوا الخروج) أي لما خافوا من أعدائهم حين الخروج من مكة لقتالهم. قوله: (بني بكر) أي وهم قبيلة كنانة، وكانت قريبة من قريش، وبينهم الحروب الكثيرة.

قوله: { وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ } أي مجير ومعين. قوله: (وكان أتاهم) إلخ، قال ابن عباس: جاء إبليس يوم بدر في جند من الشياطين، معه راية في صورة رجل من رجال بني مدلج سراقة بن مالك، فقال المشركين: لا غالب لكم اليوم من الناس. قوله: (ورأى الملائكة) أي نازلين من السماء. قوله: (أتخذلنا) أي تترك نصرتنا في هذه الحالة فعلى بمعنى في. قوله: (أن يهلكني) أي بتسليط الملائكة علي. إن قلت: إنه من المنظرين، فكيف يخاف الهلاك حينئذ؟ أجيب: بأنه لشدة ما رأى من الهول، نسي الوعد بأنه من المنظرين، وما أشار له المفسر جواب عما يقال، إن الشيطان لا خوف عنده، وإلا لما كفر وأضل غيره. وأجيب أيضاً بأن قوله: { إِنَّيۤ أَخَافُ ٱللَّهَ } كذب ولا مانع من ذلك. قوله: { وَٱللَّهُ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } يصح أن يكون من جملة قول الشيطان واعتذاره، أو مستأنف تهديد له من كلام الله تعالى.

قوله: { إِذْ يَقُولُ ٱلْمُنَافِقُونَ } أي الكائنون بالمدينة، وقوله: { وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } أي الكائنون بمكة، إذ لم يحضر وقعة بدر منافق، إلا عبد الله بن أبي فقط، ولم يكن فيها ضعيف إيمان. قوله: (توهماً) مفعول لخرجوا والضمير في (بسببه) عائد على الدين. قوله: (يغلب) قدره إشاره إلى أن جواب الشرط محذوف، وقوله: { فَإِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } دليل عليه.

قوله: { وَلَوْ تَرَىٰ } الرؤية بصرية، ومفعولها محذوف تقديره حال الكفار وقت الموت. { وَلَوْ } حرف شرط تقلب المضارع ماضياً عكس إن. قوله: (بالياء والتاء) أي فهما قراءتان سبعيتان، فعلى الياء الأمر ظاهر، وعلى التاء فلأن الجمع يجوز تذكيره وتأنيثه. قوله: { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } قيل المراد جمع الكفار من وجد وسيوجد، وقيل المراد الكفار الذين قتلوا ببدر، واختلف أيضاً في وقت الضرب، فقيل عند الموت تعجيلاً للمساءة، وقيل ذلك يوم القيامة، ولا مانع من الجميع. قوله: (حال) أي من الملائكة. قوله: { وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ } المراد أمامهم وخلفهم فيعمون جميع أجسادهم بالضرب. قوله: (بمقامع من حديد) جمع مقمعة بكسر الميم، وهي العصا من الحديد الممحاة بالنار، ولو وضعت على جبال الدنيا لدكت.

قوله: { وَذُوقُواْ } قدر المفسر (يقولون) إشارة إلى أنه معطوف على { يَضْرِبُونَ } فهو حال أيضاً.