الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً } * { حَدَآئِقَ وَأَعْنَاباً } * { وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً } * { وَكَأْساً دِهَاقاً } * { لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ كِذَّاباً } * { جَزَآءً مِّن رَّبِّكَ عَطَآءً حِسَاباً } * { رَّبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ٱلرَّحْمَـٰنِ لاَ يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً }

قوله: { إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً } مقابل قوله:لِّلطَّاغِينَ مَآباً } [النبأ: 22] والمراد بالمتقين من اتقى الشرك بأن لم يموتوا كفاراً. قوله: (مكان فوز) أشار بذلك إلى أن { مَفَازاً } مصدر ميمي بمعنى المكان، ويصح أن يكون بمعنى الحدث، أي نجاة وظفراً بالمقصود. قوله: (بدل من مفازاً) أي بدل بعض من كل. قوله: (عطف على مفازا) المناسب عطفه على { حَدَآئِقَ } عطف خاص على عام لمزيد شرف الأعناب. قوله: (تكعبت) أي استدارت مع ارتفاع يسير كالكعب. قوله: (ثديهن) بضم المثلثة وكسر الدال وتشديد الياء التحتية جمع ثدي. قوله: (على سن واحد) أي فلا اختلاف بينهن في الشك ولا في العمر، لئلا يحصل الحزن إن وجد التخالف، ولا حزن في الجنة. قوله: (خمراً مالئة محالها) فسر الكأس بالخمر، والدهاق بالممتلئة، والمناسب ابقاء الكأس على ظاهرها، وتفسير الدهاق بالممتلئة لما في القاموس دهق الكأس ملأها، وفي المختار: أدهق الكأس ملأها، وكأس دهاق أي ممتلئة.

قوله: { لاَّ يَسْمَعُونَ } حال من المتقين. قوله: (وغيرها) الضمير عائد على الشرب، واكتسب التأنيث من المضاف إليه وهو الخمر، لأنه يذكر ويؤنث، وفي بعض النسخ وغيره وهي ظاهرة. قوله: (بالتخفيف) أي بوزن كتاب مصدر كذب ككتب، وقوله: (وبالتشديد) أي فهو مصدر كذب المشدد قراءتان سبعيتان هنا لعدم التصريح بفعله، وأما قوله:وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا كِذَّاباً } [النبأ: 28] فهو بالتشديد بإتفاق السبعة، لوجود التصريح بالفعل المشدد. قوله: { جَزَآءً مِّن رَّبِّكَ } أي بمقتضى وعده الحسن لأهل الطاعة، وهذا من مزيد الإكرامم لأهل الجنة، كما يقول الشخص الكريم إذا بالغ في إكرام ضيفه: هذا من فضلك وإحسانك مثلاً، وإلا فأي حق للمخلوق على خالقه. قوله: (بدل من جزاء) أي بدل كل من كل.

قوله: { حِسَاباً } صفة لعطاء، وهو إما مصدر أقيم مقام الوصف، أو باق على مصدريته مبالغة، أو على حذف مضاف أي ذو كفاية، على حد زيد عادل. قوله: (بالجر) أي جر { رَّبِّ } على أنه بدل من ربك، وقوله: (والرفع) أي على أنه خبر مبتدأ محذوف أي هو رب. قوله: (كذلك) أي بالجر والرفع، فالجر على أنه بدل من رب الأول، أو صفة للثاني، والرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، والجملة مستأنفة، وقوله: (ويرفعه) أي الرحمن على أنه خبر لمحذوف، فالقراءات ثلاث سبعيات، رفعهما وجرهما، ورفع { ٱلرَّحْمَـٰنِ } مع جر { رَّبِّ }. قوله: (أي الخلق) أي من أهل السماوات والأرض، لغلبة الجلال في ذلك اليوم، فلا يقدر أحد على خطابه تعالى، في دفع بلاء ولا في رفع عذاب. قول: { مِنْهُ } من ابتدائية متعلقة بلا يملكون أو بخطاباً.