الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ يُحِبُّونَ ٱلْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَآءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً } * { نَّحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَآ أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَآ أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلاً } * { إِنَّ هَـٰذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلاً } * { وَمَا تَشَآءُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً } * { يُدْخِلُ مَن يَشَآءُ فِي رَحْمَتِهِ وَٱلظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً }

قوله: { إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ يُحِبُّونَ ٱلْعَاجِلَةَ } الخ، علة لما قبله من النهي والأمر. والمعنى: لا تطلعهم واشتغل بما أمرك الله به من العبادة، لأن هؤلاء تركوا الآخرة واشتغلوا بالدنيا، فاترك أنت الدنيا واشتغل بالآخرة. قوله: { وَرَآءَهُمْ } حال من { يَوْماً } مقدم عليه، لأنه نعت نكرة قدم عليها، ووراء إما باق على معناه نظير فنبذوه وراء ظهورهم، كناية عن كونهم لا يعبأون به ولا يعملون له، أو مستعار لقدام. قوله: { يَوْماً ثَقِيلاً } مفعول { وَيَذَرُونَ } ووصفه بالثقل مجاز، إذ الثقل من صفات الأعيان لا المعاني. قوله: (قوينا) { أَسْرَهُمْ } أي ربطنا أوصالهم بعضها إلى بعض بالعروق والأعصاب.

قوله: { أَمْثَالَهُمْ } مفعول أول، والثاني محذوف، بينه بقوله: (بدلاً منهم). قوله: (وقعت إذا) الخ، جواب عما يقال: إن { إِذَا } تفيد التحقيق، مع أنه تعالى لم يشأ ذلك فكان المقام، لأن التي تفيد الاحتمال، فأجاب بأنه استعمل { إِذَا } موضع إن مجازاً. قوله: (عظة للخلق) أي لأن في تدبرها وتذكرها، تنبيهاً للغالفين، وفوائد للطالبين المقبلين بكليتهم على الله تعالى. قوله: { فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ } الخ، أي فالطريق واضح والحق ظاهرفَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ } [الكهف: 29] قوله: (بالتاء والياء) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: { إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ } منصوب على الظرفية والمعنى: إلا وقت مشيئة الله تعالى، ففيه تسلية بالرجوع إلى الحقيقة. قوله: (أوعد) وهذا المقدر يلاقي المذكور في المعنى، فهو على حد: زيداً مررت به.