الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ إِنَّ ٱلإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً } * { إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعاً } * { وَإِذَا مَسَّهُ ٱلْخَيْرُ مَنُوعاً } * { إِلاَّ ٱلْمُصَلِّينَ } * { ٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ دَآئِمُونَ } * { وَٱلَّذِينَ فِيۤ أَمْوَٰلِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ } * { لِّلسَّآئِلِ وَٱلْمَحْرُومِ } * { وَٱلَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ ٱلدِّينِ } * { وَٱلَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ } * { إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ } * { وَٱلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ } * { إِلاَّ عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ } * { فَمَنِ ٱبْتَغَىٰ وَرَآءَ ذَلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْعَادُونَ } * { وَٱلَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ } * { وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِم قَائِمُونَ }

قوله: { إِنَّ ٱلإِنسَانَ } أل فيه للجنس، أي حقيقة الإنسان وجنسه والأصل فيه، وسمي بذلك إما لأنسه بنفسه وجنسه، أو لنسيانه حقوق ربه، قوله: (حال مقدرة) أي لأنه ليس متصفاً بذلك وقت خلقه، ولا وقت ولادته. قوله: (وتفسيره) أي الهلوع، وهو مستند اللغويين في قولهم: الهلع فحش الجزع، مع شدة الحرص وقلة الصبر، والشح بالمال والسرعة فيما لا ينبغي. قوله: (وقت مس الشر) أشار بذلك إلى أن { إِذَا } معمولة لجزوعاً، وكذا ما بعده، ونصب { جَزُوعاً } إما حالان من ضمير { هَلُوعاً } أو خبر إن لكان المحذوفة، أي إذا مسه الشر كان جزوعاً، وإذا مسه الخير كان منوعاً، أو نعتان لهلوعاً. قوله: (أي المال) أي جمع من جميع ما أنعم الله به عليه، بأن لا يصرفه في طاعة ربه.

قوله: { إِلاَّ ٱلْمُصَلِّينَ } استثناء من الإنسان، وتقدم أن المراد به الجنس، فالاستثناء متصل. قوله: (أي المؤمنين) فسر { ٱلْمُصَلِّينَ } بالمؤمنين، لأن الصلاة الشرعية تستلزم الإيمان، وليكون لقوله: { ٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ دَآئِمُونَ } معنى، وإلا كان ضائعاً، واعلم أنه ذكر الصلاة ثلاثاً، فأراد بها أولاً الإيمان، وثانياً المداومة عليها ولو قضاء، وثالثاً المحافظة عليها في خصوص أوقاتها. قوله: (مواظبون) أي لا يتركونها أداء ولا قضاء، بل يفعلونها ولو خارج الوقت، فهذا راجع للصلاة في نفسها، وما يأتي راجع لوصفها. قوله: (فيحرم) أي لكونه يظن غنياً على حد: يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف.

قوله: { وَٱلَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ ٱلدِّينِ } أي يؤمنون به ويجزمون بحصوله، فيستعدون له بالأعمال الصالحة، قوله: { غَيْرُ مَأْمُونٍ } أي لا ينبغي لأحد أن يأمنه، وإن بلغ في الطاعة ما بلغ، فالمطلوب من الشخص، أن يغلب في حال صحة الخوف، وفي حال مرضه الرجاء. قوله: { لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ } أي غير المحرمات. قوله: (من الإماء) بيان لما، ولشبههن بغير العاقل، عبر عنهن بما التي لغير العاقل. قوله: { فَمَنِ ٱبْتَغَىٰ وَرَآءَ ذَلِكَ } أي طلب الاستمتاع بغير النكاح وملك اليمين. قوله: (المتجاوزين الحلال إلى الحرام) دخل في هذا حرمة وطء الذكور والبهائم والزنا. قوله: (وفي قراءة بالإفراد) أي وهي سبعية أيضاً. قوله: (المأخوذ عليهم في ذلك) أي فيما ائتمنوا عليه من أمر الدين والدنيا، فالعهد إما من الله أو من المخلوق، فالواجب حفظه وعدم تضييعه. قوله: (وفي قراءة بالجمع) أي وهي سبعية أيضاً. قوله: (ولا يكتمونها) أي بل يؤدونها، ولو كانت تنفع العدو وتضر الحبيب، فلا يخافون في الله لومة لائم.