الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ ٱلأَنْهَٰرُ وَقَالُواْ ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي هَدَانَا لِهَـٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلاۤ أَنْ هَدَانَا ٱللَّهُ لَقَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلْحَقِّ وَنُودُوۤاْ أَن تِلْكُمُ ٱلْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { وَنَادَىۤ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ أَصْحَابَ ٱلنَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّالِمِينَ } * { ٱلَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ كَافِرُونَ }

قوله: { وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ } أي خلقناكم في الجنة مطهرين منه، لا أنهم دخلوا الجنة به ثم نزع، وحكمه نزع الغل من صدور أهل الجنة، أن كل أحد منهم أعطي فوق أمانيه أضعافاً مضاعفة. قوله: (حقد كان بينهم في الدنيا) الحقد هو ضيق الصدر من الغير، وهو رأس الحسد، وهو معصية قلبية تجب التوبة منه، ومجاهدة النفس لتخلص منه، ومن هنا افترق كبار الصالحين من صغارهم. واعلم أن الناس ثلاثة أقسام: قسم خلصت قلوبهم من الأمراض الباطنية، فهم في الدنيا كأهل الجنة في الجنة، يحبون للناس ما يحبونه لأنفسهم، وهم الأنبياء ومن كان على قدمهم، وقسم لم تخلص قلوبهم، غير أنهم لم يرضوا لأنفسهم بذلك، ويلومون أنفسهم على ما في قلوبهم، وهؤلاء المجاهدون لأنفسهم، ولا يؤاخذون بذلك حينئذ، وقسم لم تخلص قلوبهم، وهم راضون لأنفسهم بذلك، وهؤلاء فساق يجب عليهم مجاهدة نفوسهم في تخليصهم من تلك الآفات. قوله: (تحت قصورهم) أي بجانب جدارها، وليس المراد أنها تجري من تحت الجدار.

قوله: { ٱلَّذِي هَدَانَا } أي أرشدنا ووفقنا. قوله: (العمل الذي هذا جزاؤه) كذا في نسخة، وفي نسخة أخرى لعمل هذا جزاؤه، وفي أخرى لهذا العمل هذا جزاؤه. قوله: { وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ } بالواو ودنها قراءتان سبعيتان، والجملة إما مستأنفة أو حالية على كل. قوله: (لدلالة ما قبله عليه) أي وهو قوله: { وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ } والتقدير ولولا هداية الله لنا موجودة ما اهتدينا.

قوله: { لَقَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلْحَقِّ } هذا إقسام من أهل الجنة شكراً لنعم الله وتحدثنا بها، والمعنى أن ما أخبرونا به في الدنيا من الثواب حق وصدق لمشاهدتنا له عياناً. قوله: { وَنُودُوۤاْ } يحتمل أن المنادي هو الله ويحتمل أنه الملائكة. قوله: (مخففة) أي واسمها ضمير الشأن، وخبرها الجملة بعدها. قوله: (أو مفسرة) أي لأنه تقدمها جملة فيها معنى القول دون حروفه، وهو قوله: { وَنُودُوۤاْ }. قوله: (في المواضع الخمسة) أي من هنا إلى قوله: { أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ ٱلْمَآءِ }. قوله: { تِلْكُمُ ٱلْجَنَّةُ } اسم الإشارة مبتدأ، والجنة خبر، وقوله: { أُورِثْتُمُوهَا } حال من الجنة، أو الجنة نعت لاسم الإشارة وأورثتموها خبره، وأتى باسم الإشارة البعيدة إشارة لعظم رتبتها ومكانتها على حد ذلك الكتاب.

قوله: { أُورِثْتُمُوهَا } أي من الكفار، لأن الله خلق في الجنة منازل للكفار بتقدير إيمانهم، فمن لم يؤمن منهم جعل منزلة لأهل الجنة فكل واحد من أهل الجنة يأخذ منازل تسعمائة وتسعة وتسعين من أهل النار تضم لمنزله، فيجتمع له ألف منزل، فلما كان الغالب منها ميراثاً أطلق على جميعها اسم الميراث، وحكمة إطلاق اسم الارث عليها، أن الكفار سماهم الله أمواتاً بقوله:

السابقالتالي
2