الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَآ أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَآ أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَآ أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ٱدْعُواْ شُرَكَآءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُونِ } * { إِنَّ وَلِيِّـيَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى ٱلصَّالِحِينَ } * { وَٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلاۤ أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ } * { وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى ٱلْهُدَىٰ لاَ يَسْمَعُواْ وَتَرَٰهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ } * { خُذِ ٱلْعَفْوَ وَأْمُرْ بِٱلْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ ٱلْجَاهِلِينَ }

قوله: { أَمْ لَهُمْ } أشار المفسر إلى أن { أَمْ } منقطعة تفسر ببل، والهمزة الإضراب انتقالي من توبيخ لتوبيخ آخر. قوله: { يَبْطِشُونَ } من باب ضرب، وبها قرأ السبعة، وقرئ شذوذاً من باب قتل، والبطش هو الأخذ بعنف. قوله: (استفهام إنكاري) أي في المواضع الأربعة، أي ليس لهم شيء من المنافع المذكورة.

قوله: { قُلِ ٱدْعُواْ شُرَكَآءَكُمْ } أي واستعينوا بهم في عداوتي. قوله: { كِيدُونِ } قرئ بإثبات الياء وصلاً، وحذفها وقفاً، وبإثباتها في الحالين، وكلها سبعية، وفي القرآن: { كِيدُونِ } في صلاثة مواضع، هنا وفي هود بإثبات الياء عند السبع في الحالين، وفي المرسلات بحذفها عند السبع في الحالين. قوله: { إِنَّ وَلِيِّـيَ } العامة على تشديد الولي مضافاً لياء المتكلم المفتوحة، وفي بعض الطرق بياء واحدة مشددة مفتوحة. قوله: { وَٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ } من تمام التعليل لعدم مبالاته بهم.

قوله: { وَإِن تَدْعُوهُمْ } أي أيها المشركون، أي تدعوا أصنامكم إلى أن يهدوكم لا يسمعوا دعاءكم، فضلاً عن المساعدة والإمداد، وهذا أبلغ من نفي الاتباع، وقوله { وَتَرَٰهُمْ يَنظُرُونَ } الخ، بيان لعجزهم عن الأبصار بعد بيان عجزهم عن السمع، وبه يتم التعليل ورأى بصرية. قوله: { خُذِ ٱلْعَفْوَ } هذا امر من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم جبريل عن معناها، فقال حتى أسأل ربي، فذهب ثم رجع فقال: يا محمد، ربك يأمرك أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك. قال جعفر الصادق: ليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق من هذه الآية. قوله: (أي اليسر من أخلاق الناس) أي ما سهل منها. قوله: (ولا تبحث عنها) أي لا تفتش عن الأخلاق، بل اقبل ما ظهر، ودع ما بطن لله.

قوله: { وَأْمُرْ بِٱلْعُرْفِ } أي ما عرف جنسه في الشرع. قوله: { وَأَعْرِضْ عَنِ ٱلْجَاهِلِينَ } إن كان المراد بالجاهلين الكفار، وبالإعراض عدم مقالتهم، فالآية منسوخة بآية القتال، وإن كان المراد بالجاهلين، ضعفاء الإسلام وأجلاف العرب، وبالإعراض عدم تعنيفهم والاغلاظ عليهم، فالآية محكمة، وكلام المفسر يشهد للثاني، ومن معنى ذلك قوله تعالى:فَٱصْفَحِ ٱلصَّفْحَ ٱلْجَمِيلَ } [الحجر: 85] وهو الذي لا عتاب بعده، وفي هذه الآية تعليم مكارم الأخلاق للعباد، فليس هذا الأمر من خصوصياته صلى الله عليه وسلم.