الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَإِذ نَتَقْنَا ٱلْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوۤاْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُواْ مَآ ءَاتَيْنَٰكُم بِقُوَّةٍ وَٱذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }

قوله: { وَإِذ نَتَقْنَا } إذ ظرف معمول لمحذوف، قدره المفسر بقوله اذكر، والمقصود من ذلك الرد على اليهود والتقبيح عليهم، حيث قالوا: إن بني إسرائيل لم تصدر عنهم مخالفة الله. قوله: { ٱلْجَبَلَ } قيل هو الطور، وقيل هو جبل من جبال فلسطين، وقيل من جبال بيت المقدس، وفي آية النساء التصريح بالطور، وسبب رفع الجبل فوقهم، أن موسى لما جاء بالتوراة وقرأها عليهم، فلما سمعوا ما فيها من التغليظ، أبوا أن يقبلوا ذلك، فأمر الله الجبل فانقلع من أصله حتى قام على رؤوسهم مقدار عسكرهم، وكان فرسخاً في فرسخ وكان ارتفاعه على قدر قامتهم محاذياً لرؤوسهم كالسقيفة، فلما نظروا إلى الجبل فوق رؤوسهم خروا سجداً، فسجد كل واحد على خده وحاجبه الأيسر وجعل ينظر بعينه اليمنى إلى الجبل خوف أن يسقط عليه، ولذلك لا تسجد اليهود إلا على شق وجوههم الأيسر.

قوله: { فَوْقَهُمْ } الاحتجاج بذلك مع إشهادهم على أنفسهم بالتوحيد والتذكير به على لسان صاحب المعجزة قائم مقام ذكره في النفوس، إما حال منتظرة أو ظرف لنتقنا. قوله: { كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ } حال من الجبل. قوله { وَظَنُّوۤاْ } الجملة حالية من الجبل، والتقدير رفعناه فوقهم، والحال أنه مظنون وقوعه عليهم، ومعنى الظن اليقين كما قال المفسر. قوله: (وقلنا) قدره إشارة إلى أن قوله: { خُذُواْ } معمول لمحذوف، وهو معطوف على { نَتَقْنَا }.

قوله: أي تتصفون بالتقوى، وهي امتثال المأمورات، واحتناب المنهيات، أو تجعلون بينكم وبين النار وقاية تحفظكم منها.