الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْقُرَىٰ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَٰتٍ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ وَلَـٰكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَٰهُمْ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } * { أَفَأَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَٰتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ } * { أَوَ أَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ } * { أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ ٱللَّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْخَاسِرُونَ } * { أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَآ أَن لَّوْ نَشَآءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ } * { تِلْكَ ٱلْقُرَىٰ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَآئِهَا وَلَقَدْ جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَٰتِ فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ مِن قَبْلُ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ ٱلْكَٰفِرِينَ }

قوله: { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْقُرَىٰ } جمع قرية، والمراد جميع القرى المتقدم ذكرهم وغيرهم. قوله: (ورسلهم) أي أهل القرى، وفي نسخة ورسله أي الله. قوله: { وَٱتَّقَواْ } عطف على: { ءَامَنُواْ } عطف عام على خاص، لأن التقوى امتثال المأمورات، ومن جملتها الإيمان. قوله: (بالتخفيف والتشديد) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: { بَرَكَٰتٍ } جمع بركة، وهي زيادة الخير في الشيء. قوله: { وَلَـٰكِن كَذَّبُواْ } أي لم يؤمنوا ولم يتقوا. قوله: { بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } أي بسبب كسبهم من الكفر والمعاصي.

قوله: { أَفَأَمِنَ } الهمزة مقدمة من تأخير والفاء عاطفة على قوله: { فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً } ما بينهما اعتراض، وهذه طريقة الجمهور، وعند الزمخشري أن الهمزة داخلة على محذوف، ما بعدها معطوف على ذلك المحذوف، ولكنه في الموضع وافق الجمهور في كشافه. قوله: { بَيَٰتاً } حال من { بَأْسُنَا } وجملة { وَهُمْ نَآئِمُونَ } حال من ضمير { يَأْتِيَهُمْ }. قوله: { وَهُمْ يَلْعَبُونَ } أي يشتغلون بما لا يعنيهم. قوله: { مَكْرَ ٱللَّهِ } المكر في الأصل الخديعة والحيلة، وذلك مستحيل على الله، وحينئذ فالمراد بالمكر أن يفعل بهم فعل الماكر، بأن يستدرجهم بالنعم أولاً ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر.

قوله: { لِلَّذِينَ يَرِثُونَ } أي وهم كل قوم جاؤوا بعد هلاك من قبلهم، كعاد وثمود وقوم لوط وأصحاب مدين والأمة المحمدية، فإن كل فرقة من هؤلاء تبين لها الإصابة بذنوبهم، حيث شاء الله ذلك. قوله: (فاعل) أي المصدر المأخوذ منها ومن جواب لو هو الفاعل، والتقدير أو لم يتبين بالعذاب لو شئنا الإصابة. قوله: { لَّوْ نَشَآءُ } أي إصابتهم، فمفعول نشاء محذوف. قوله: (في المواضع الأربعة) أي وأولها { أَوَ أَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَىٰ } وآخرها { أَوَلَمْ يَهْدِ } فإنان بالفاء واثنان بالواو. قوله: (الداخلة) أي الهمزة، وقوله: (عليهما) أي الفاء والواو. قوله: (في الموضع الأول) أي من موضعي الواو، وقوله: { وَنَطْبَعُ } قدر المفسر: (نحن) إشارة إلى أنه مستأنف منقطع عما قبله.

قوله: { تِلْكَ ٱلْقُرَىٰ نَقُصُّ } اسم الإشارة مبتدأ، و { ٱلْقُرَىٰ } بدل أو عطف بيان و { مِنْ أَنبَآئِهَا } خبره. قوله: (التي مر ذكرها) أي وهي قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط وقوم شعيب. قوله: { لِيُؤْمِنُواْ } أي بعض أخبارها وما وقع لها. قوله: (اللازم زائدة لتوكيد النفي. قوله: (عند مجيئهم) أي الرسل. قوله: (قبل مجيئهم) أي بالمعجزات بعد إرسالهم للخلق. قوله: (أي للناس) أشار بذلك إلى أن هذه الجملة غير مرتبطة بما قبلها، ويصح الضمير عائد على الأمم، فيكون بينهما ارتباط.