الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ ٱلأَقَاوِيلِ } * { لأَخَذْنَا مِنْهُ بِٱلْيَمِينِ } * { ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ ٱلْوَتِينَ } * { فَمَا مِنكُمْ مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ } * { وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ } * { وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُمْ مُّكَذِّبِينَ } * { وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } * { وَإِنَّهُ لَحَقُّ ٱلْيَقِينِ } * { فَسَبِّحْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلْعَظِيمِ }

قوله: { وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا } أي تكلف التقول. قوله: { بَعْضَ ٱلأَقَاوِيلِ } إما جمع أقوال وهو جمع قول، أو جمع أقوولة كأعاجيب جمع إعجوبة، فعلى الأول أقاويل جمع الجمع، وعلى الثاني جمع فقط، والمعنى: لو نسب إلينا قولاً لم نقله، أو لم نأذن له في قوله: { لأَخَذْنَا } الخ. قوله: (لنِلنا) فسر الأخذ بالنيل لتعديته بالجار، وعليه فمن والباء غير زائدتين، والمعنى: لنلنا منه بالقوة والقدرة، فاليمين كناية عن القوة والغلبة، وأل عوض عن المضاف إليه، أي يمين الله، ويصح أن يراد باليمين الجارحة، والباء زائدة والمعنى: لأخذنا منه يمينه، كما يفعل بالمقتول صبراً يؤخذ بيمينه، ويضرب بالسيف في عنقه مواجهة. قوله: (وهو عرق متصل به) الخ، هذا قول ابن عباس والجمهور، وقيل: الوتين هو القلب ومراقه وما يليه، وقيل: هو عرق بين العنق والحلقوم، وقيل: هو كناية عن اماتته. والمعنى: لو كذب علينا لأمتناه، فكان كمن قطع وتينه. قوله: { عَنْهُ } أي عن عقابه، فهو على حذف مضاف. قوله: { حَاجِزِينَ } مفعوله محذوف أي حاجزين لنا.

قوله: { وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ } هذا وما بعده معطوف على جواب القسم، فهو في جملة المقسم عليه. قوله: { لِّلْمُتَّقِينَ } خصهم بالذكر لأنهم المنتفعون به. قوله: { أَنَّ مِنكُمْ مُّكَذِّبِينَ } أي فنمهلهم، ثم بعد بعثهم نجازيهم على تكذيبهم، وقوله: (وَمُصَدِقْيِنَ) أشار بذلك إلى أن في الآية حذف الواو مع ما عطفت. قوله: (أي لليقين الحق) أشار بذلك إلى أنه من إضافة الصفة للموصوف، والمعنى: من تمسك به وعمل بمقتضاه، صار من أهل حق اليقين. قوله: (زائدة) أي لفظ باسم زائد. والمعنى: نزه ربك العظيم، واشكره على ما أعطاك من النعم العظيمة، ولا تلتفت لهم ولا لكيدهم.