الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ فَلاَ تُطِعِ ٱلْمُكَذِّبِينَ } * { وَدُّواْ لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ } * { وَلاَ تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ } * { هَمَّازٍ مَّشَّآءٍ بِنَمِيمٍ } * { مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ } * { عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ }

قوله: { فَلاَ تُطِعِ ٱلْمُكَذِّبِينَ } مرتب على ما تقدم من اهتدائه صلى الله عليه وسلم وضلالهم، أو على جميع ما تقدم من أول السورة. قوله: (تلين لهم) أي بترك نهيم عن الشرك، أو بأن توافقهم فيه أحياناً، وقوله: (يلينون لك) أي يتركون ما هم عليه من الطعن ويوافقونك. والمعنى: تمنوا لو تترك ببعض ما أنت عليه مما لا يرضونه مصانعة لهم، فيفعلوا مثل ذلك، ويتركوا بعض ما لا ترضى به، فتلين لهم ويلينون لك. قوله: (وهو معطوف) الخ، أي فهو من جملة المتمني، وحينئذ فيكون المتمني شيئين، ثانيهما مسبب عن الأول، قوله: (قدر قبله بعد الفاء هم) أي فيكون الجواب جملة اسمية لا محل لها من الإعراب، وهذا جواب عما يقال: حيث جعل قوله: { فَيُدْهِنُونَ } جواب التمني والفاء سببية، فمقتضاه حذف النون للناصب، فأجاب: بأن الفاء داخلة على مبتدأ مقدر، وجملة يدهنون خبره، والجملة جواب التمني.

قوله: { وَلاَ تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ } الخ، هذه الأوصاف من هنا إلى قوله:سَنَسِمُهُ عَلَى ٱلْخُرْطُومِ } [القلم: 16] نزلت في الوليد بن المغيرة، وعليه جمهور المفسرين، واقتصر عليه المفسر، وقيل: من الأسود بن عبد يغوث، وقيل: في الأخنس بن شريق، وقيل: في أبي جهل بن هشام. قوله: (كثير الحلف بالباطل) تفسير مراد آخذاً له من قوله: { ٱلْمُكَذِّبِينَ } ومن سياق الذم، وإلا فالحلاف كثير الحلف بحق أو باطل. قوله: (حقير) أي في رأيه وتدبيره عند الله تعالى، فلا ينافي أنه كان معظماً في قومه. قولهِ (عياب) أي كثير العيب للناس، بمعنى أنه يعيبهم في حضورهم وغيبتهم، وقوله: (أي المغتاب) المناسب كما في بعض النسخ أن يقول: أو مغتاب، فيكون تفسيراً ثانياً من الغيبة، وهي ذكرك أخاك بما يكره، وقيل: الهماز الذي يهمز الناس بيده ويضربهم. قوله: { بِنَمِيمٍ } متعلق بمشاء، والنميم مصدر كالنميمة أو اسم جنس للنميمة.

قوله: { مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ } أي من نفسه وغيره. قوله: (عن الحقوق) أي الواجبة والمندوبة. قوله: (ظالم) أي بتعدي الحق. قوله: { أَثِيمٍ } أي فاجر يتعاطى الإثم. قوله: (غليظ) أي في الطبع أو الجسم، وقوله: (جاف) أي قاسي القلب، وقيل العتل الذي يعتل الناس، أي يحملهم ويجرهم إلى ما يكرهون من حبس وضرب، ومنه خذوه فاعتلوه. قوله: { بَعْدَ ذَلِكَ } أي ما ذكر من الأوصاف السابقة وهي ثمانية، و { بَعْدَ } هنا كثم التي للتراخي في الرتبة، والمعنى: أن هذا الوصف وهو { زَنِيمٍ } متأخر في الرتبة والشناعة عن الصفات السابقة، أي وهو أشنع منها وأقبح.

قوله: { زَنِيمٍ } الزنمة في الأصل شيء يكون للمعز في أذنها كالقرط، فأطلق على المستحلق في قوم ليس منهم، فكأنه فيهم زنمة. قوله: (ادعاه أبوه) أي وهو المغيرة.

السابقالتالي
2