الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ ٱلْكِتَٰبَ ٱلَّذِي جَآءَ بِهِ مُوسَىٰ نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُمْ مَّا لَمْ تَعْلَمُوۤاْ أَنتُمْ وَلاَ ءَابَآؤُكُمْ قُلِ ٱللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ } * { وَهَـٰذَا كِتَٰبٌ أَنزَلْنَٰهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ ٱلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ ٱلْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا وَٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلأَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ }

قوله: { وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } استئناف مسوق لبيان أوصاف اليهود، وقدر من باب نصر، يقال قدر الشيء إذا سبره وحرزه ليعرف مقداره، والمعنى لم يعترفوا بقدر الله، وهذا الكلام إنما هو تنزل مع اليهود، وإلا فالخلائق لم يعظموا الله حق تعظيمه ولم يعرفوه حق معرفته. واعلم أن هنا معنيين: الأول أن معنى وما قدروا الله حق قدره، أي ما عرفوه المعرفة التي تليق به، وهذه لا يصل إليها أحداً أبداً، ففي الحديث: " سبحانك ما عرفناك حق معرفتك يا معروف لا أحصى ثنا عليك أنت كما أثنيت على نفسك " وهذا منتف في حق كل مخلوق، فلا خصوصية لليهود، الثاني أن معنى وما قدروا الله حق قدره، أنهم لم يعظموه ولم يعرفوه على حسب ما أمروا به، وهذا لم يقع من اليهود، وإنما هو واقع من المؤمنين وهذا هو المراد هنا.

قوله: { إِذْ قَالُواْ } إما ظرف لقدروا أو تعليل له. قوله: (وقد خاصموه في القرآن) أي كفنحاص ابن عازوراء ومالك بن الصيف، " فقد جاء يخاصم النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له النبي أنشدك الله الذي أنزل التوراة على موسى، هل تجد فيها أن الله تعالى يبغض الحبر السمين أي العالم الجسيم، وكان مالك المذكور كذلك، وكان فيها ما ذكر، فقال نعم، وكان يجب إخفاء ذلك، لكن أقر لإقسام النبي عليه السلام، فقال له النبي أنت حبر سمين، فقال له النبي أنشدك الله الذي أنزل التوراة على موسى، هل تجد فيها أن الله تعالى يبغض الحبر السمين أي العالم الجسيم، وكان مالك المذكور كذلك، وكان فيها ما ذكر، فقال نعم، وكان يجب إخفاء ذلك، لكن أقر لإقسام النبي عليه السلام، فقال له النبي أنت حبر سمين، فغضب وقال ما أنزل الله على بشر من شيء، فقال أصحابه الذين معه ويحك ولا على موسى، فقال والله ما أنزل الله على بشر من شيء، فلما سمعت اليهود تلك المقالة غضبوا عليه وقالوا أليس الله أنزل التوراة على موسى فلم قلت هذا، قال أغضبني محمد فقلته، فقالوا وأنت إذا غضبت تقول على الله غير الحق، " فعزلوه من الحبرية وجعلوا مكانه كعب بن الأشرف.

قوله: { نُوراً } حال إما من به والعامل فيها جاء، أو من الكتاب والعامل فيه أنزل، ومعنى نوراً بيناً في نفسه، وهدى مبيناً لغيره، وللناس متعلق بهدى. قوله: { تَجْعَلُونَهُ } حال ثانية، وجعل بمعنى صير، فالهاء مفعول أول، وقراطيس مفعول ثان على حذف مضاف، أي ذا قراطيس أو في قراطيس أو بولغ فيه. قوله: (بالياء والتاء) فعلى التاء يكون خطاباً لليهود، وعلى الياء التفاف من الخطاب للغيبة.

السابقالتالي
2