الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ قَالُوۤاْ إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِيۤ أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ } * { فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ ٱلسَّمُومِ } * { إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ ٱلْبَرُّ ٱلرَّحِيمُ } * { فَذَكِّرْ فَمَآ أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلاَ مَجْنُونٍ } * { أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ ٱلْمَنُونِ } * { قُلْ تَرَبَّصُواْ فَإِنِّي مَعَكُمْ مِّنَ ٱلْمُتَرَبِّصِينَ }

قوله: { إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِيۤ أَهْلِنَا } الخ، أي وشأن من كان من أهله وغزوته أن يكون آمناً، فخوفهم من الله في تلك الحالة، دليل على خوفهم في غيرها بالأولى، فهم دائماً خائفون، ويحتمل أن قوله: { مُشْفِقِينَ } من الشفقة وهي الرفق، أي نرفق بأهلنا وغيرهم. قوله: (لدخلوها في المسام) هذا بيان لوجه تسميتها سموماً، فالسموم من أسماء جهنم، وهي في الأصل الريح الحارة التي تتخلل المسام. قوله: (وقالوا إيما أيضاً) أي إلى علة وصولهم إلى النعيم، ومحط العلة قوله: { إِنَّهُ هُوَ ٱلْبَرُّ ٱلرَّحِيمُ }. قوله: (أي نعبده) أي أو نسأله الوقاية من النار، ودخول دار القرار. قوله: (وبالفتح تعليلاً لفظاً) أي والقراءتان سبعيتان. قوله: { بِنِعْمَةِ رَبِّكَ } الباء سببية مرتبطة بالنفي المستفاد من ما، والمعنى: انتفى كونك كاهناً أو مجنوناً، بسبب إنعام الله عليك، بكمال العقل وعلو الهمة والعصمة. قوله: { بِكَاهِنٍ } أي مخبر بالأمور المغيبة من غير وحي. قوله: (خبر ما) أي فهي حجازية، والياء زائدة في خبرها.

قوله: { أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ } اعلم أن { أَمْ } ذكرت في هذه الآيات خمس عشرة مرة، وكلها تقدر ببل والهمزة. فهي للاستفهام الإنكاري التوبيخي، إذا علمت ذلك، فالمناسب للمفسر أن يقدرها في الجميع ببل والهمزة. قوله: (حوادث الدهر) في الكلام استعارة تصريحية، حيث شبهت حوادث الدهر بالريب الذي هو الشك بجامع التحير، وعدم البقاء على حالة واحدة في كل، وقيل: المنون المنية لأنها تنقص العدد و تقطع المدد.

قوله: { قُلْ تَرَبَّصُواْ } أمر تهديد على حد اعملوا ما شئتم.