الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ آخِذِينَ مَآ آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ } * { كَانُواْ قَلِيلاً مِّن ٱللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ } * { وَبِٱلأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } * { وَفِيۤ أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لَّلسَّآئِلِ وَٱلْمَحْرُومِ } * { وَفِي ٱلأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ } * { وَفِيۤ أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ } * { وَفِي ٱلسَّمَآءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ } * { فَوَرَبِّ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَآ أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ }

قوله: { كَانُواْ قَلِيلاً } الخ، تفسير للاحسان. قوله: { وَبِٱلأَسْحَارِ } متعلق بـ { يَسْتَغْفِرُونَ } المعطوف على (يهجعون) والباء بمعنى في و { ٱلأَسْحَارِ } جمع سحر وهو سدس الليل الأخير. قوله: (يقول اللهم اغفر لنا) أي تقصيرنا في حقك, فإنه لا يقدرك أحد حق قدرك.

قوله: { وَفِيۤ أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ } أي بمقتضى كرمهم، جعلوه كالواجب عليهم، كصلة الأرحام ومواساة الفقراء والمساكين، والمعنى: أنهم بذلوا نفوسهم وأموالهم في طاعة ربهم. قوله: (لتعففه) أي فيظن غنياً فيحرم الصدقة، وهذا على حد تفسير القانع والمعتر. قوله: { وَفِي ٱلأَرْضِ آيَاتٌ } الخ، الجار والمجرور خبر مقدم، و { آيَاتٌ } مبتدأ مؤخر، وقوله: { وَفِيۤ أَنفُسِكُمْ } خبر حذف مبتدؤه لدلالة ما قبله عليه، وهو كلام مستأنف قصد به الاستدلال على قدرته تعالى ووحدانيته، وقد اشتمل دليلين: الأرض والأنفس. قوله: (من الجبال) الخ، بيان للأرض، فالمراد بها ما قابل السماء. قوله: (دلالات على قدرة الله تعالى) الخ، أي وجميع صفاته الكمالية. قوله: (من مبدأ خلقكم إلى منتهاه) أي كالأطوار المذكورة في قوله تعالى:وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنْسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مِّن طِينٍ } [المؤمنون: 12] إلخ. قوله: (وما في تركيب خلقكم) إلخ، أي كحسن القامة وحسن الشكل ونحو ذلك. قوله: { أَفَلاَ تُبْصِرُونَ } جملة مستأنفة قصد بها الحث على النظر والتأمل.

قوله: { وَفِي ٱلسَّمَآءِ رِزْقُكُمْ } كلام آخر قصد به الامتنان والوعد والوعيد. قوله: (أي المطر المسبب عنه النبات) في فالكلام على حذف مضاف، والتقدير وفي السماء سبب رزقكم. قوله: { وَمَا تُوعَدُونَ } عطف عام على قوله: (أي مكتوب ذلك) أي { مَا تُوعَدُونَ } فهو تفسير لظرفية ما توعدون في السماء، وأما ظرفية الرزق فيها فظاهرة، إذا المطر فيها حقيقة، والمعنى: أن جميع ما توعدون به من خير وشر، مكتوب في السماء، تنزل به الملائكة الموكلون بتدبير العالم على طبق ما أمروا به.

قوله: { فَوَرَبِّ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ } الخ، هذا قسم من الله تعالى، على ما ذكره من الرزق وغيره، وأنه مثل النطق في كونه حقاً، لا يفارق الشخص في حال من أحواله. قوله: (أي ما توعدون) أي رزقكم أيضاً. قوله: (برفع مثل صفة) أي لحق. قوله: (وبفتح اللام) أي والقراءتان سبعيتان. قوله: (مركبة مع ما) أي حال كونها مركبة مع { مَآ } تركيب مزج ككلما وطالما، فيقال في إعرابها { مِّثْلَ مَآ } صفة { لَحَقٌّ } مبني على السكون في محل رفع، و { مِّثْلَ مَآ } مضاف، وجملة { أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ } مضاف إليه في محل جر قوله: (المعنى) أي معنى القراءتين. قوله: (مثل نطقكم في حقيقته) أي فكما أنه لا شك لكم في أنكم تنطقون، ينبغي لكم ألا تشكوا في حقيته. حكي أن رجلاً جاع في مكان، وليس فيه شيء، فقال: اللهم رزقك الذي وعدتني فائتني به، فشبع وروي من غير طعام ولا شراب.