الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلْيَوْمَ حَدِيدٌ } * { وَقَالَ قَرِينُهُ هَـٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ } * { أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ } * { مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ } * { ٱلَّذِي جَعَلَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي ٱلْعَذَابِ ٱلشَّدِيدِ } * { قَالَ قرِينُهُ رَبَّنَا مَآ أَطْغَيْتُهُ وَلَـٰكِن كَانَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ }

ومعنى { كُنتَ فِي غَفْلَةٍ } كنت في حجاب لم تشاهده بالبصر، إذ ليس راء كمن سمع، فكشفنا عنك غطاءك، فاهنأ بما رأيت، وتمل بما أعطيت من النعيم المقيم.

قوله: { فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ } أي حجابك، وهو الغفلة والانهماك في الشهوات. قوله: (حاد) أي نافذ لزوال المانع للإبصار. قوله: (الملك الموكل به) أي في الدنيا لكتابة أعماله، وهو الرقيب العتيد المتقدم ذكره، والمعنى أن الملك يقول: هذا عمله المكتوب عندي حاضر لدي، وقيل: المراد بقرينه الشيطان المقيض له، واسم الإشارة عائد على ذات الشخص الكافر، والمعنى يقول الشيطان: هذا الشخص الذي عندي حاضر معد ومهيأ للنار.

قوله: { هَـٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ } يصح أن تكون { مَا } نكرة موصوفة، و { عَتِيدٌ } صفتها، و { لَدَيَّ } متعلق بعتيد، أي هذا شيء حاضر عندي، ويصح أن تكون { مَا } موصولة بمعنى الذي و { لَدَيَّ } صلتها، و { عَتِيدٌ } خبر الموصول، والموصول وصلته خبر اسم الإشارة. قوله: (أي ألق ألق) الخ، لما جعل المفسر الخطاب للواحد، احتاج للجواب عن التثنية في قوله: { أَلْقِيَا } فأجاب بجوارين، الأول: أنه تثنية بحسب الصورة، والأصل أن الفعل مكرر للتوحيد، فحذف الثاني وعبر عنهما بضمير التثنية، فعلى هذا يعرب بحذف النون، والألف فاعل. الثاني: أن الألف ليست للتثنية، بل هي منقلبة عن نون التوكيد الخفيفة، وأجرى الوصل هنا مجرى الوقف. قوله: (وبه قرأ الحسن) أي وهي قراءة شاذة. قوله: (معاند) أي معرض عن الحق مخالف له. قوله: (مبتدأ ضمن معنى الشرط) المناسب أن يقول: مبتدأ يشبه الشرط. قوله: (تفسيره) أي تخريجه مثل ما تقدم، من حيث الاعتذار عن التثنية.

قوله: { قَالَ قرِينُهُ } الخ، جواباً عما ادعاء الكافر عليه بقوله: هو أطغاني، فالكافر أولاً: يقول: الشيطان أطغاني. فيجيبه الشيطان بقوله: { رَبَّنَا مَآ أَطْغَيْتُهُ } وكان الأولى للمفسر أن يقدم قوله: (وهو أطغاني) بأن يقول: وقال قرينه، جواباً لقوله: (هو أطغاني) { رَبَّنَا } الخ.