الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ تَرَىٰ كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي ٱلْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ } * { وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَآءَ وَلَـٰكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ } * { لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ ٱلْيَهُودَ وَٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ إِنَّا نَصَارَىٰ ذٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ }

قوله: { تَرَىٰ } أي تبصر وقوله: { كَثِيراً مِّنْهُمْ } أي أهل الكتاب. قوله: { يَتَوَلَّوْنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي يوالونهم ويصادقونهم. قوله: (بغضاً لك) مفعول لأجله أي من أجل بغضك. قوله: { لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ } اللام موطئة للقسم وبئس كلمة ذم وما فاعل قدمت صلته، والعائد محذوف أي قدمته، وأنفسهم فاعل قدمت، وقوله: { أَن سَخِطَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ } هو المخصوص بالذم، لكن على حذف مضاف تقديره موجب أن سخط الله، والمعنى أن ما قدمت لهم أنفسهم من الضلال تسبب عن سخط الله، وتسبب عن سخط الله الخلود في النار. قوله: (من العمل) بيان لما. قوله: { وَفِي ٱلْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ } هذه الجملة معطوفة على جملة أن سخط الله عليهم، فهي من جملة المخصوص بالذم، فالمعنى موجب سخط الله والخلود في النار.

قوله: { وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ } أي وهو القرآن، قوله: { مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَآءَ } أي أنصاراً يوالونهم وقد فعلوا ذلك، فكانوا يأخذون الهدايا لكفار مكة ويصادقونهم ويتوددون إليهم خوفاً من زوال عزهم ورياستهم. قوله: { لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَاوَةً } كلام مستأنف سيق للتقبيح على اليهود والتشنيع عليهم، واللام موطئة لقسم محذوف، وأشد مفعول أول لتجدن، وعداوة منصوب على التمييز، و { لِّلَّذِينَ آمَنُواْ } متعلق بعداوة أو بمحذوف صفة لعداوة، واليهود مفعول ثان هكذا أعربوا، والأقرب أن أشد مفعول ثان مقدم، واليهود مفعول أول مؤخر. قوله: { وَٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ } معطوف على اليهود. وقوله: (لتضاعف كفرهم) علة لقوله أشد. وقوله: (وجهلهم) أي وتضاعف جهلهم. قوله: (وانهاكهم في اتباع الهوى) عطف على تضاعف عطف علة على معلول، والعزى بالقصر ما نهواه النفس وتميل إليه.

قوله: { وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ } يقال في إعرابه ما قيل في الذي قبله من أن أقرب مفعول ثان، والذين قالوا مفعول أول، ومودة تمييز، وللذين صفة للمودة أو متعلق به. قوله: { لِّلَّذِينَ آمَنُواْ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ إِنَّا نَصَارَىٰ } أي أنصار دين الله. إن قلت: مقتضى الآية مدح النصارى وذم اليهود، مع أن كفر النصارى أشد لأنهم ينازعون في الربوبية واليهود أخف منهم لأنهم ينازعون في النبوة، أجيب بأن مدح النصارى من جهة قرب مودتهم للمسلمين، وذم اليهود من حيث إنهم أشد عداوة للمسلمين، وذلك لا يقتضي شدة الكفر ولا عدمها، وأيضاً الحرص في اليهود دون النصارى، أنه حرام. قوله: { ذٰلِكَ } اسم الإشارة مبتدأ، وإن { بِأَنَّ مِنْهُمْ } خبر، و { قِسِّيسِينَ } اسم إن، ومنهم متعلق بمحذوف خبر إن { وَرُهْبَاناً } معطوف على قسيسين وقوله: { وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ } معطوف على قسيسين. قوله: (أي قرب مودتهم) أشار بذلك إلى مرجع اسم الإشارة. قوله: (بسبب) أشار بذلك إلى أن الباء سببية.

قوله: { قِسِّيسِينَ } جمع قسيس من يقيس الشيء إذا تتبعه، يقال في قس الأثر وقصه فهو أعجمي معرب، ويقال قس، وقس بفتح القاف وكسرها وهو عالم النصارى.

السابقالتالي
2 3