الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ٱبْنَيْ ءَادَمَ بِٱلْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ ٱلآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ } * { لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَآ أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّيۤ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلْعَالَمِينَ } * { إِنِّيۤ أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ ٱلنَّارِ وَذَلِكَ جَزَآءُ ٱلظَّالِمِينَ } * { فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ }

قوله: { وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ } معطوف على العامل المحذوف في قوله:وَلَقَدْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَاقَ بَنِيۤ إِسْرَآئِيلَ } عطف قصة على قصة، أي اذكر ما وقع من بني إسرائيل، واتل عليهم نبأ ابني آدم الخ. قوله: (على قومك) أي سواء كانوا يهوداً أو نصارى أو مشركين. قوله: (خبر) { ٱبْنَيْ ءَادَمَ } أي قصتهما وما وقع لهما. قوله: (هابيل) هو السعيد المقتول، وقابيل هو الشقي القاتل، وظاهر الآية أنهما من أولاد آدم لصلبه وهو التحقيق، ويؤيده قوله فيما يأتي، فبعث الله غراباً، وقيل لم يكونا لصلبه بل هما رجلان من بني إسرائيل، بدليل قوله في آخر القصة،مِنْ أَجْلِ ذٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } [المائدة: 32]، والأول هو الصحيح، وقابيل هو أول أولاده، وهابيل بعده بسنة، وكلاهما بعد هبوطه إلى الأرض بمائة سنة، وقيل إن قابيل هو وأخته ولدا في الجنة، ولم تر حواء لهما وحماً ولا وصباً ولا دم نفاس، وأما بقية أولاده فبالأرض، وذلا كان يفتخر قابيل على هابيل ويقول له: إني ابن الجنة وأنت ابن الأرض، فأنا خير منك، وحاصل ذلك أن حواء ولدت لآدم عشرين بطناً في كل بطن ذكر وأنثى، فصار الذكور عشرين والإناث كذلك، فلما قتل قابيل هابيل، نقصت الذكور عن الإناث فرزقه الله بشيت ومعناه هبة الله، فتماثل الذكور مع الإناث.

قوله: { بِٱلْحَقِّ } الجار والمجرور ويحتمل أن يكون متعلقاً بمحذوف صفة لمصدر محذوف تقديره اتل تلاوة ملتبسة بالحق، أو حال من فاعل أتل عليهم حال كونك ملتبساً بالحق أي الصدق أو حال من المفعول وهو نبأ أي اتل نبأهما حال كونه ملتبساً بالحق، وكل صحيح، والمقصود من ذكر هذه القصص الأخبار بما في الكتب القديمة، لتقوم الحجة على أربابها وغيرهم، فالأخبار بها من جملة المعجزات.

قوله: { إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً } أي قرب كل واحد قرباناً، والقربان ما يقرب به إلى الله. وذلك أنه كان في شرع آدم، إذا كبر أولاده زوج ذكر هذه البطن لأنثى بطن أخرى، فأمره الله أن يزوج قابيل أخت هابيل وكانت دميمة، وهابيل أخت قابيل وكانت جميلة، فرضي هابيل وأبي قابيل، وقال: إنك تأمرنا برأيك لا من عند الله. فقال لهما: قرباً قرباناً، فأيكما تقبل منه فهو أحق بالجميلة، فذهب هابيل وأخذ كبشاً من أحسن غنمه وقربه، وذهب قابيل لصبرة قمح من أردأ ما عنده، وقيل قت رديء، حتى أنه وجد سنبلة جيدة ففركها وأكلها، وكان علامة قبول القربان نزول نار من السماء تحرقه، فنزلت على كبش هابيل فأحرقته، وقيل رفع إلى السماء حتى نزل فداء للذبيح ولم يتقبل من قابيل. قوله: (فغضب) أي لأمرين: فوزه بالجميلة وبقبول قربانه. قوله: { إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ } أي ولم يكن عندك تقوى لعقوقك لأبيك، وعدم إخلاصك في القربان.

السابقالتالي
2 3