الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ قَالَتِ ٱلأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُواْ وَلَـٰكِن قُولُوۤاْ أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ ٱلإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ لاَ يَلِتْكُمْ مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلصَّادِقُونَ } * { قُلْ أَتُعَلِّمُونَ ٱللَّهَ بِدِينِكُمْ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } * { يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُواْ قُل لاَّ تَمُنُّواْ عَلَيَّ إِسْلاَمَكُمْ بَلِ ٱللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلإِيمَانِ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ } * { إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }

قوله: { قُل لَّمْ تُؤْمِنُواْ } أي فلا تقولوا آمنا، وقوله: { وَلَـٰكِن قُولُوۤاْ أَسْلَمْنَا } أي فحصل منكم الإسلام ظاهراً، ففي الآية احتباك، حذف من كل نظير ما أثبت في الآخر. قوله: (إلى الآن) أخذه من لما، لأن نفيها مختص بالحال، وقوله: (لكنه يتوقع منكم) أشار إلى أن منفي لما متوقع الحصول، ففيه بشارة لهم بأنهم سيؤمنون وقد حصل، وبهذا اندفع ما قد يتوهم من أن هذه الجملة مكررة مع قوله: { لَّمْ تُؤْمِنُواْ } وإيضاح الجواب أن هذه الجملة أفادت معنى زائداً، وهو نفي الإيمان مع توقع حصوله، بخلاف الأولى فإنها أفادت نفيه فقط، قوله: (بالهمز) أي من ألت من بابي ضرب ونصر. قوله: (وتركه) أي من لات يليت كباع يبيع، فحذفت منه عين الكلمة وهي الياء، وقيل: هو من ولت يلت، كوعد يعد، فحذفت منه فاء الكلمة وهي الواو قوله: (وبإبداله ألفاً) أي فالقراءات ثلاث سبعيات.

قوله: { إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ } مبتدأ خبره قوله: { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ }. قوله: { ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُواْ } أتى بثم إشارة إلى أن نفي الريب لم يكن وقت حصول الإيمان، بل هو حاصل فيما يستقبل فكأنه قال: ثم داموا على ذلك. قوله: { فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } أي طاعته. قوله: (فجاهدهم يظهر صدق إيمانهم) أي أن الجهاد في سبيل الله، دل على أنهم صادقون في الإيمان وليسوا منافقين، وهو جواب عن سؤال وهو أن العمل ليس من الإيمان، فكيف ذكر أنه منه في هذه الآية؟ وإيضاح الجواب عنه: أن المراد من الآية الإيمان الكامل. قوله: { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلصَّادِقُونَ } فيه تعريض بكذب الأعراب في ادعائهم الإيمان، فلما نزلت هاتان الآيتان، أتت الأعراب رسول الله يحلفون أنهم مؤمنون صادقون، وعلم الله منهم غير ذلك، فأنزل الله { قُلْ أَتُعَلِّمُونَ ٱللَّهَ } الخ. قوله: (مضعف علم بمعنى شعر) أي وهو بهذا المعنى متعد لواحد فقط، وبواسطة التضعيف يتعدى لاثنين، أولهما بنفسه، والثاني بحرف الجر. قوله: { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ } الخ، الجملة حالية.

قوله: { يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُواْ } أي يعطون إسلامهم منه عليك. قوله: (من غير قتال) أي لك ولأصحابك. قوله: (ويقدر) أي الخافض الذي هو الباء. والحاصل أنه مقدر في ثلاثة مواضع: الأول منها قوله: { أَنْ أَسْلَمُواْ }. الثاني قوله: { قُل لاَّ تَمُنُّواْ عَلَيَّ إِسْلاَمَكُمْ }. الثالث قوله: { أَنْ هَداكُمْ } فموضعان فيهما { أَنْ } وموضع خال عنها. قوله: { أَنْ هَداكُمْ لِلإِيمَانِ } أي على حسب زعمكم، كأنه قال: إن إيمانكم على فرض حصوله منه من الله عليكم. قوله: { إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ } شرط حذف جوابه لدلالة ما قبله عليه. قوله: { إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } أي فلا يخفى عليه شيء فيهما. قوله: بالياء) أي نظراً لقوله: { يَمُنُّونَ } وما بعده، وقوله: (والتاء) أي نظراً لقوله: { لاَّ تَمُنُّواْ } وهما قراءتان سبعيتان.