الرئيسية - التفاسير


* تفسير حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد


{ لَّقَدْ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ ٱلشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً } * { وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَان ٱللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً } * { وَعَدَكُمُ ٱللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَـٰذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ ٱلنَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً } * { وَأُخْرَىٰ لَمْ تَقْدِرُواْ عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ ٱللَّهُ بِهَا وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً }

قوله: { لَّقَدْ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } أي فعل بهم فعل الراضي من الثواب والفتح المبين؛ وفي ذلك تلميح إلى أن الكافرين غير راض عنهم، فلهم الخذلان في الدنيا والآخرة، وكان سبب هذه البيعة على ما ذكره محمد بن إسحاق عن أهل العلم، " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا خراش بن أمية الخزاعي حين نزل الحديبية، فبعثه إلى قريش بمكة، وحمله على جملة صلى الله عليه وسلم ليبلغ أشرافهم أنه صلى الله عليه وسلم جاء معتمراً، ولم يجيء محارباً، فعقروا جمل رسول الله وأرادوا قتله، فمنعهم الأحابيش فخلوا سبيله، فأتى لرسول الله فأخبره، فدعا رسول الله عمر بن الخطاب ليبعثه إلى مكة فقال: يا رسول الله إني أخاف على نفسي قريشاً، وليس في مكة من بني عدي بن كعب أحد، وقد عرفت قريش عداوتي إياها، وغلظتي عليها، ولكن أدلك على رجل هو أقربها مني، لوجود عشيرته فيها، وهو عثمان بن عفان، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان، فبعثه إلى أبي سفيان وأشراف قريش يخبرهم أنه لم يأت لحرب، وإنما جاء زائراً لهذا البيت، معظماً لحرمته، وكتب له كتاباً بعثه معه، وأمره أن يبشر المستضعفين بمكة بالفتح قريباً، وأن الله سيظهر دينه، فخرج عثمان وتوجه إلى مكة، وقبل أن يدخلها، فنزل عن فرسه وحمله بين يديه، ثم أردفه وأجاره، حتى بلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأ عليهم الكتاب واحداً واحداً، فصمموا على أنه لا يدخلها هذا العام، وقالوا لعثمان: إن شئت أن تطوف بالبيت فطف به، قال: ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد كان المسلمون قالوا: هنيئاً لعثمان خلص إلى البيت وطاف به دوننا، فقال صلى الله عليه وسلم: إن ظني له أن لا يطوف حتى يطوف مهنا، وبشر عثمان المستضعفين، واحتسبته قريش عندها، فبلغ رسول الله والمسلمين أن عثمان قد قتل، فقال رسول صلى الله عليه وسلم: لا نبرح حتى نناجز القوم، ودعا الناس إلى البيعة، فكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة، وضع النبي صلى الله عليه وسلم شماله في يمينه وقال: هذه عن عثمان، وهذا يشعر بأن النبي قد علم بنور النبوة، أن عثمان لم يقتل حتى بايع عنه. وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما بايع الناس: " اللهم إن عثمان في حاجتك وحاجة رسولك " فضرب بإحدى يديه على الأخرى، فكانت يده لعثمان، خيراً من أيديهم لأنفسهم، ولما سمع المشركون بهذه البيعة، خافوا وبعثوا بعثمان وجماعة من المسلمين وكانوا عشرة، دخلوا بإذنه صلى الله عليه وسلم ".


السابقالتالي
2 3 4